الأضاحي لن تنزل أسعارها عن هذه العتبة

+ -

لم يعد يفصلنا سوى أيام على حلول عيد الأضحى، وكل الأنظار متوجهة إلى بورصة الأسعار التي صنعت الحدث عبر أسواق المواشي، ولم يذكر فيها سوى سعر 70 ألف دينار فمافوق، وهي الأسعار التي أكد ممثلو الموالين لـ"الخبر"، أنها ستبقى معتمدة طيلة مرحلة البيع، ولن تكون هناك أضاحٍ في صنف الأغنام بـ40 ألف دينار حتى الهزيلة منها، في الوقت الذي نفت فيه مصادر من قطاع الفلاحة عن دعم سوق الماشية بكباش رومانية لتسويقها كأضاحي.

بدأت أسواق المواشي تستقطب الموالين منذ مدة، وحسب ما أفاد به المكلف بالاتصال بالفيدرالية الوطنية لمربي المواشي، بلقاسم مزروع، فإن الأسواق هذه السنة انطلقت بحركة بطيئة، بالنظر إلى ما تم تداوله بشأن تحويل الخرفان الرومانية إلى أضاحي، لكن نفي الوزارة وتأكيدها على لسان الوزير أن الأخيرة موجهة للذبح لبيعها كلحوم فقط، أعاد الحركة من جديد وهي حاليا تشهد إقبالا معتبرا من المواطنين، ومع هذا هناك فرق في هذا الإقبال وحتى في عملية البيع، لأنه لأول مرة ارتفاع الأسعار لا يخدمهم، وتخفيضها أيضا لا يخدمهم، فارتفاعها سيؤدي إلى العزوف مقارنة بالسنوات الماضية، وتخفيضها سيضر بهم لأن ما صرفه الموال على تحضير الكباش كأضاحي يتطلب المقابل، حتى يتمكن من تحقيق فائدة ولو جزئيا، ولن تقارن، حسبه، أبدا مع ما كان يجنيه في السنوات الماضية لعدة اعتبارات، وكل الأضاحي في صنف الأغنام تتراوح بين 70 و100 ألف دينار "ولم يسجل أي سوق، لحد الآن، أضحية بسعر 40 ألف دينار، ولو كانت هزيلة".

وحتى وإن كان هذا الاستثناء مرده تراجع رؤوس الأغنام، فالعوامل التي أضرت بالموال عديدة، وهم ينتظرون تطبيق استراتيجية الوزارة لإعادة الشعبة إلى مكانتها الحقيقية، ولتحقيق ذلك، يجب تأمين الأعلاف بأسعار معقولة وتشديد الرقابة في توزيعها كونها مدعمة، ووضع حد لظاهرة سرقة المواشي بتعميم الرقمنة.

من جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي المواشي، حيمود مصطفى، أنهم باشروا عملية البيع في الأسواق، وينتظرون قرار وزارة الفلاحة بخصوص تحديد نقاط البيع بالمدن الكبرى، وهم يتمسكون في كل مرة بضرورة تأمين هذه المناطق حتى يكون الموال في أريحية أكثر، مضيفا بخصوص الأسعار أنها مرتفعة والأضاحي تباع بأسعار لا تقل عن 60 ألف دينار، وهناك من تجاوز سعرها 100 ألف دينار. وبرر المتحدث الوضع بالظروف التي تحيط بالموال، مثل الجفاف الذي أثر على المناطق الرعوية، وارتفاع سعرالأعلاف، وحوّل مادة النخالة لوحدها إلى مصدر ابتزاز من قبل السماسرة.

في المقابل، وبعد الترويج لأخبار مفادها استغلال الماشية الرومانية التي تقتنيها وزارة الفلاحة منذ مدة؛ لضبط سوق اللحوم الحمراء، لبيعها كأضاحي، أكدت مصادر مطلعة بقطاع الفلاحة أنها أخبار مغلوطة وعملية استغلال هذه المواشي كلحوم لاتزال مستمرة، والأضاحي ستكون من الإنتاج الوطني فقط.

يحدث هذا في الوقت الذي جندت وزارة الفلاحة البياطرة عبر التراب الوطني لمتابعة المواشي عبر الأسواق، وتكثيف الرقابة الصحية طيلة فترة البيع وفي يوم النحر، حماية لصحة المواطن خلال هذه المناسبة التي يسجل بها الكثير من الحالات المرضية التي تمس الماشية.

 

كلمات دلالية: