+ -

تحول عدم استدعاء رياض محرز إلى المعسكر التحضيري المقبل إلى قضية، ليس بسبب مبررات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، إنما لردة فعل اللاعب.

ومباشرة بعد الندوة الصحفية للمدرب الوطني التي قال فيها بأن محرز لم يبد استعدادا للحضور، راح محرز يرد بالقول إنه لم يتلق اتصالا لا من بيتكوفيتش ولا من الاتحادية، وهو كلام كان كافيا ليحول عدم استدعائه إلى قضية، طالما أن ما قاله محرز وما قاله بيتكوفيتش، طرحان متواجدان على طرفي نقيض.

ووجب، ونحن نخوض في القضية، العودة إلى الوراء، وتحديدا شهر مارس الماضي، لكشف ما دار من حديث بين اللاعب والمدرب والذي تحاشى محرز قوله للرأي العام وهو ينتقد بيتكوفيتش، رغم أن المدرب الوطني الجديد لم يتعامل معه رسميا بعد، طالما أن محرز اختار الغياب طواعية عن المعسكر التحضيري السابق الذي كان الأول لبيتكوفيتش مع المنتخب الوطني.

فحين كان بيتكوفيتش بصدد إعداد قائمة المعسكر التحضيري لشهر مارس للمشاركة في دورة "سيري فيفا" بالجزائر، وضع اسم رياض محرز في القائمة النهائية، بل لم يفكر إطلاقا في استبعاده، واعتبره، وهو يبدأ مغامرته مع "الخضر"، أهم العناصر لخوض المرحلة الجديدة، غير أن محرز نفسه تواصل مع مسؤولي الاتحادية وطلب التواصل هاتفيا مع بيتكوفيتش الذي رحب بذلك، وطلب محرز من المدرب الوطني وقتها إعفاءه.

وما قاله محرز للمدرب الوطني، وهو يطلب الإعفاء، أنه ليس في الفورمة وبأنه لايزال متأثرا من الإخفاق في نهائيات كأس أمم إفريقيا وبأنه لم يستسغ انتقادات عدد من الجماهير له، مضيفا في السياق، وهو يتحدث مع بيتكوفيتش، بأنه سيتواصل معه بمجرد شعوره بجاهزيته للحضور.

وما قام به بيتكوفيتش هو احترام رغبة محرز، وأعفاه فعلا من المعسكر التحضيري لشهر مارس، حتى لا يحرجه ولا يضعه تحت الضعط، بل إن بيتكوفيتش، وهو ينزل عند رغبة محرز في الإعفاء، جعله قادرا على البقاء تحت تصرف ناديه أهلي جدة السعودي بطريقة قانونية.

وحين حان موعد المعسكر التحضيري لشهر جوان الداخل، وضع بيتكوفيتش اسم محرز ضمن القائمة الموسعة، متوقعا أن محرز سيتصل به مثل المرة الأولى ليؤكد له جاهزيته على أساس الاتفاق السابق بينهما، غير أن ذلك لم يحدث، بما جعل المدرب الوطني يقتنع بأن عدم الاتصال يعني بأن اللاعب لم يشعر بعد بجاهزيته للقدوم، خاصة وأن ناديه السعودي أعلن إصابته، وحتى اللاعب نفسه اعترف، في منشوره، بأنه غاب عن مقابلتي فريقه الأخيرتين بسبب الإصابة، غير أنه أضاف بأنه اختار الغياب عن فريقه ليضمن الجاهزية مع المنتخب، وهي العبارة التي وجب على محرز نشرها قبل اختيار بيتكوفيتش لقائمته وليس بعدها.

وعندما يفاجئ محرز الجماهير بما كتبه ونشره على حسابه الشخصي، فإن ذلك يقدم دلالات قوية على أن اللاعب لا يقول الحقيقة، بل إنه بذلك يقطع الشك باليقين على أنه أخذ موقفا واضحا مع المدرب الوطني السابق، فقد طلب محرز الإعفاء من بيتكوفيتش في مارس الماضي، وبعد ذلك فاجأ الجميع بانتقاده بيتكوفيتش لعدم دعوته لموعد جوان المقبل، رغم أن اللاعب لم يبد أي استعداد للحضور للمعسكر التحضيري المقبل، على خلاف المعسكر التحضيري السابق الذي أكد قبله رسميا عن رغبته في عدم الحضور.

واللافت للانتباه أن محرز، الذي يريد تأليب الرأي العام بصفة غريبة ضد فلاديمير بيتكوفيتش بذلك المنشور، لم يصدر شهر مارس الماضي أي منشور يعترف فيه بطلبه الإعفاء ويقدر فيه أيضا تفهم المدرب الوطني الجديد له، بل إن اللاعب لم يبحث أيضا عن التواصل مع مدربه، على خلاف المرة السابقة، ولم يحاول فهم ما حدث، أو على الأقل يعترف بأنه يكون، ربما، قد غالط بيتكوفيتش، حين قال له شهر مارس بأنه سيتصل به حال ما يشعر بأنه جاهز، طالما أنه حقا لم يتصل إطلاقا هذه المرة، وقد يكون للخطأ الذي ارتكبه محرز سببا في عدم دعوته، حتى لا نقول بأن محرز تعمد ترك اللبس سائدا حتى يفتح جبهة صراع مع سبق الإصرار والترصد مع خليفة "صديقه" جمال بلماضي الذي سانده محرز علنا بعد إنهاء مهامه مع المنتخب الوطني بعدما بلماضي التفاوض على فسخ العقد.

مسارعة محرز إلى إصدار منشور لانتقاد بيتكوفيتش والقول بأنه سيسجل عليه "اختياره" بعدم دعوته،  يفضح لاعب أهلي جدة السعودي، بل إن ما نشره بعد الندوة الصحفية للمدرب الوطني يترك الانطباع بأن الأمر مقصود، طالما أن منشور "مماثل" سقط عن محرز شهر مارس الماضي حين طلب الإعفاء وحين حصل فعلا على موافقة مدربه، وحين وعد مدربه بالاتصال به فور شعوره بالجاهزية، وهو الاتصال الذي لم يقم به رياض محرز لحد الآن.

ووجب على "النجم" محرز مواجهة الرأي العام بما لم يقله في منشوره بشأن ما دار بينه وبين بيتكوفيتش من حوار شهر مارس الماضي، وعليه أيضا تقديم توضيحات عن خلفيات سكوته حين تحدث الإعلام عن احتمال غيابه أو عند إعلان ناديه عن إصابته، وعدم اتصاله بمدربه وتأكيد جاهزيته له، واختياره الكلام فقط حين تم ترسيم عدم حضوره.