شهد معدل العمليات القيصرية ارتفاعاً كبيراً على مستوى العالم، من حوالي 7% في عام 1990 إلى 21% اليوم، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم ليصل إلى قرابة الثلث من جميع الولادات بحلول عام 2030. هذا الارتفاع ليس موحداً في جميع أنحاء العالم؛ ففي بعض المناطق مثل أمريكا اللاتينية والكاريبي، تصل النسب إلى 43%، بينما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تكون النسبة منخفضة إلى 5%، مما يعكس التفاوت في الوصول إلى الرعاية الصحية.
أسباب طبية تستدعي اللجوء للولادة القيصرية
عسر الولادة
يُعرف أيضاً بتعسر المخاض، وهو حالة لا يحدث فيها تقدم كافٍ في المخاض على الرغم من الانقباضات القوية. يمكن أن ينجم هذا عن عدة عوامل مثل صغر حجم الحوض مقارنة بحجم رأس الجنين، ضعف الانقباضات، أو توجه غير مناسب للجنين داخل الرحم. في هذه الحالات، قد يكون التدخل الجراحي ضرورياً لمنع المضاعفات الخطيرة مثل نقص الأوكسجين للجنين، والذي قد يؤدي إلى تلف الدماغ.
انخفاض نبض الجنين
تعتبر مراقبة معدل ضربات قلب الجنين خلال المخاض إجراءً قياسياً لتقييم صحة الجنين. إذا لوحظ أن معدل النبض ينخفض أدنى من المعدلات الطبيعية (120-160 نبضة في الدقيقة)، فقد يشير ذلك إلى الضائقة الجنينية، حيث لا يحصل الجنين على كفايته من الأوكسجين. يعد هذا سبباً مباشراً للقيام بولادة قيصرية طارئة لضمان سلامة الجنين.
عملقة الجنين (ماكروسوميا)
تحدث عندما يكون وزن الجنين أكبر بكثير من المتوسط، عادة ما يزيد عن 4000 إلى 4500 جرام. يمكن أن يؤدي الحجم الكبير للجنين إلى مشاكل في التناسب بين حوض الأم ورأس الجنين، ما يصعب الولادة الطبيعية ويزيد من احتمال حدوث تمزقات شديدة أو حتى التمزق الرحمي.
الطفل المقعدي
يشير هذا الوضع إلى أن الجنين يتمركز بحيث يكون رأسه لأعلى وقدميه لأسفل. هذا الوضع يزيد من مخاطر الولادة الطبيعية، بما في ذلك خطر التعرض للضائقة الجنينية ومشاكل في الحبل السري. الولادة القيصرية في هذه الحالة تقلل من المخاطر المرتبطة بولادة طفل مقعدي.
مشاكل بالمشيمة
مثل المشيمة المنزاحة، حيث تغطي المشيمة فتحة عنق الرحم جزئياً أو كلياً، ما يحول دون الولادة الطبيعية. كما أن انفصال المشيمة المبكر، وهو حالة تنفصل فيها المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة، يمكن أن يكون خطيراً جداً ويهدد حياة الأم والجنين، ما يستدعي التدخل الجراحي الفوري لإنقاذ الأم والجنين.
مشاكل بالرحم
يمكن أن تشمل تشوهات خلقية في الرحم أو ندبات من عمليات قيصرية سابقة، التي قد تجعل الرحم أقل قدرة على تحمل الضغوط الطبيعية للولادة الطبيعية. الولادات القيصرية في هذه الحالات تمنع المخاطر مثل التمزق الرحمي الذي قد يكون قاتلاً.
أمراض وعوامل خطر أخرى
تشمل هذه الحالات الهربس النشط في منطقة الأعضاء التناسلية، والذي يمكن أن ينتقل إلى الجنين خلال الولادة، ما يستدعي الولادة القيصرية لتجنب العدوى. الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، أو تسمم الحمل، قد تزيد أيضاً من المخاطر المرتبطة بالولادة الطبيعية وتجعل الولادة القيصرية خياراً أكثر أماناً.
في جميع هذه الحالات، يجب على الأمهات المتوقعات وفريق الرعاية الصحية التواصل بفاعلية وتقييم جميع الخيارات بعناية لتحديد الطريقة الأمثل للولادة، مع الأخذ في الاعتبار الفوائد والمخاطر لكل من الأم والجنين.