38serv
رفع اللوبي الصهيوني في فرنسا، نشاط آلته العدائية ضد المناضلين والمتعاطفين مع غزة ضد الجرائم الإسرائيلية، إلى درجتها القصوى. فخلال أيام قليلة كانت شخصيتان هدفا له في فرنسا: المناضلة اليسارية الفلسطينية ريمة حسن وعميد مسجد باريس الجزائري شمس الدين حفيز.
ونقلت منصات رقمية إخبارية فرنسية، عن "لجنة جائزة جيزل حليمي"، أن رئيستها المحامية الفرنكو تونسية سامية مكتوف أبلغت أعضاء اللجنة قرارها بإقصاء زميلهم المحامي شمس الدين حفيز. والقرار جاء مباشرة بعد استقالة المخرج الفرنكو إسرائيلي إيلي شوراقي، المعروف بدعمه الكبير للنظام الصهيوني في تل أبيب، ولجرائمه التي يرتكبها في غزة الفلسطينية منذ سبعة أشهر.
ويشار إلى أن جيزل حليمي، التي توفيت في 2020، كانت كاتبة وناشطة نسوية ومحامية فرنكو تونسية ذات أصول يهودية. اشتهرت بالدفاع عن حقوق المرأة، وكانت نائبة في البرلمان الفرنسي عام 1981، وعينت سفيرة لفرنسا في منظمة اليونيسكو.
ويعود رد فعل سامية مكتوف، إلى مشهد أثار حفيظة أوساط اليمين المتحالف مع الصهيونية الاربعاء الماضي، يتمثل في استقبال عميد مسجد باريس بمقر الصرح الديني، ريمة حسن المرشحة في صفوف حزب "فرنسا الأبية" للانتخابات الاوروبية. وهي مع حزبها ومناضليه وزعيمه جان لوك ميلونشون، معروفون بموقف حازم بخصوص إدانة مذابح إسرائيل في غزة، وتأييد الحكومة الفرنسية والغرب عموما، للمجرم نتنياهو.
ودعا حفيز صراحة إلى التصويت لصالح المناضلة الحقوقية الفرنسية من أصل فلسطيني، ضد مرشحي اليمين المتطرف جوردان بارديلا وماريون ماريشال، حفيدة كبير العنصريين جان ماري لوبان. وقال حفيز عن حسن أن "معركتها مثالية من أجل اللاجئين". وصرَحت ضيفة مسجد باريس، بأنها "استحضرت بهذه المناسبة (زيارة المسجد) ذكرى الجنود المسلمين الذين قتلوا من أجل فرنسا"، وكانت تشير إلى مشاركة المئات من مستعمراتها الافريقية، مع الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الثانية ضد النازية.
وسبق لريمة حسن أن دخلت في مناوشات حادة مع ماريون لوبان، عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، حول الجرائم الصهيونية. وذكَرتها بماضي جدها الأسود في الجزائر، وأعمال التعذيب التي نفذها ضد المجاهدين في حرب التحرير.
وكانت "الرابطة الدولية المناهضة للعنصرية ومعاداة السامية"، ألغت الاسبوع الماضي، اتفاق شراكة يربطها بمسجد باريس منذ 2021، يخص "التصدي لخطاب وأعمال الدعاية للعنصرية والمعادية للسامية". وتم ذلك إثر مقال لحفيز انتقد فيه "التحالف المخالف للطبيعة"، بين أعضاء من الجالية اليهودية واليمين المتطرف الأوربي، ومعبَرا عن استياء من "خطاب وتصرفات متطرفين بهدف تأليب اليهود والمسلمين ضد بعضهم البعض".