”تصدع جبهة المعارضة قد يكون أفضل ورقة في يد النظام”

+ -

كيف تقيمون المفاوضات بين الفرقاء السوريين إلى حد الساعة؟ المشكلة مع مؤتمر جنيف الأول والثاني أن الكثيرين رفعوا حجم التوقعات واعتقدوا أن مجرد جلوس الطرفين على طاولة الحوار سيُنهي الأزمة، في اعتقادي أن عددا لا بأس به من السوريين طالبوا بالحوار منذ ظهور مؤشرات تعفن الأزمة السورية وبروز ملامح خروجها عن خط الثورة وانتفاضة الشعب السلمية، بمعنى أنه بمجرد دخول دول إقليمية على خط انتفاضة الشعب السورية على النظام الفاسد ظهرت أصوات تقول بضرورة الحوار لتفادي تعقيد الأزمة، لكن هناك من عمل على تأجيج النزاع من خلال تسليح الطرفين ليصبح الصراع إقليميا، والشعب السوري الرهينة في كل هذا، لذلك أعتقد أنه بالنظر لمدى تركيب الوضع وانفلاته على الأرض وتداخل مصالح الدول الراعية لطرفي النزاع، بات مجرد نزوع الفرقاء إلى الحوار مسألة إيجابية، ومع ذلك لا بد من القول إن الطريق إلى الحل ما يزال طويلا، ولا أعتقد شخصيا أن الحل سيكون مع انتهاء مفاوضات جنيف 2 بكل جولاته، لأنه مما يبدو مفتوح على جولات وليس جولتين فقط، كما لن يقتصر على المفاوضات المعلنة وإنما ستكون اجتماعات هامشية وأخرى سرية قد تكون حاسمة هي الأخرى.تلومون المعارضة على رفضها الذهاب إلى الحوار في وقت مبكر؟ أكيد هناك لوم وعتاب على بعض الشخصيات والأطراف الرافضة للحوار، لأن طول فترة الأزمة زادها تعقيدا وسوءا والشعب هو من يدفع الثمن، والسبب غياب معارضة ذات مصداقية نحن لم ننجح في تشكيل معارضة قوية. إلى الآن هناك تيارات مهمة من المعارضة غائبة، وأخشى أن يكون غياب الاتساق في صفوف المعارضة أكبر تهديد للمفاوضات وأقوى ورقة يلعب عليها وفد النظام، سمعنا بالأمس بثينة شعبان (يقصد مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد) وحديثها عن عدم مصداقية الائتلاف لأنه لا يمثل سوى جزء بسيط من المعارضة، وللأسف هذا الكلام صحيح، لا يمكن إحراز نتائج كلية بمعارضة جزئية.الائتلاف هدد بالانسحاب ومواصلة القتال على الأرض، هل تعتبرون ذلك فشلا للمفاوضات؟ أولا الائتلاف لا يملك أن يهدد بمواصلة القتال على الأرض، لأنه ببساطة لا يملك القدرة على فعل ذلك، غالبية الجماعات الموجودة اليوم على الأرض خارجة عن سيطرته، ثانيا أعتقد أنه من السابق لأوانه التكهن بفشل المفاوضات، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد أنه لن تكون هناك نتائج ملموسة على المدى المنظور. في اعتقادي، فإن الرهان الحقيقي هو ضمان استمرار جلسات التفاوض على أمل توسع مشاركة المعارضة، فيما تواصل موسكو وواشنطن الاتفاق بينهم وبين حلفائهم في الخليج وإيران للوصول إلى حل حقيقي، وهي نتيجة لن تحدث بين ليلة وضحاها، وإنما على مراحل قد تطول. للأسف يتعرض السوريون للمزيد من المعاناة خلال هذه الفترة، لأننا مقتنعون بأن الشعب السوري أصبح ضحية النظام والمسلحين على اختلافهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: