أكد الأمين الوطني للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، سليمان ضريبين، أن النجاح الباهر الذي حققه موسم زراعة الحبوب في الجنوب؛ كان نتيجة لاجتماع عوامل النجاح، من توسيع المساحات المزروعة ورصد إمكانيات مادية مهمة من عتاد وبذور وأسمدة، وسقي وكهرباء، مرورا بدعم الفلاحين ومرافقتهم طيلة الموسم، وصولا إلى عملية الحصاد التي سخرت لها كل الإمكانيات، ما كشف عن نجاح آخر؛ وهو التسيير الذي كان يسجل ثغرات كبيرة في المواسم الماضية، مؤكدا في السياق ذاته على رفع سقف الطموح لتحقيق الأمن الغذائي، وهو توفير مخزون أمني لثلاث سنوات على الأقل، خاصة مع التقلبات التي تشهدها الساحة الدولية.
أضاف المسؤول ذاته أن الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي من شاحنات جابت الطرقات وحطت الرحال في المنيعة، وتيميمون وورڤلة، وكل شبر من ولايات الجنوب التي سخرت أراضيها لزراعة الحبوب، هي صور حقيقية تعكس نهاية مجهود شارك فيه الجميع، حتى كانت نتيجته تلك الصورة العالقة في ذهن كل جزائري غيورعلى وطنه، ويحلم بالأمن الغذائي ويرفض أن تكون له تبعية اقتصادية لأي بلد كان.
وعاد ضريبين إلى نقطة الانطلاقة التي صنعت اليوم مفخرة الجنوب؛ وهي خطاب رئيس الجمهورية في 28 فيفري 2024 في الجلسات الوطنية للفلاحة، التي قال فيها بالحرف الواحد: "مستقبل الجزائر في الجنوب"، وأعطى التعليمات بعدها لمسؤولي القطاع، وكل القطاعات الأخرى المعنية، بتقديم خدمتها للفلاحة من أجل الانطلاق في العملية لتحقيق الأمن الغذائي. كما طلب من الفلاحين التشمير على سواعدهم، لأن أمامهم مهمة كبيرة، ووعد بدعم يصل إلى 90 بالمائة، والمهم عنده أن تكون هناك نتيجة في الميدان ويشاهد الجميع الفرق بين ما كان وما سيكون.
ولا شك أن الجميع فهم الدرس، يضيف ممثل اتحاد الفلاحين؛ "فالإدارة وعلى رأسها وزارة الفلاحة ومؤسساتها المختلف والمعاهد والديوان الوطني للحبوب، كل في مكانه، قدمت المطلوب من تسهيلات وطرق علمية مبتكرة ومساعدة ومرافقة، وتجهيزات مطلوبة وحديثة، ودعم الرئيس تجسد في الميدان من خلال مجانية البذور والأسمدة، فتوسعت الأراضي المزروعة، واستغلت الإمكانيات المختلفة انطلاقا من المياه الجوفية التي تعد خزانا حيويا لإنجاح زراعة الحبوب في الجنوب، التي تم استغلالها بطريقة عقلانية ومفيدة. وما ساعد على ذلك؛ هو وصل الأراضي المزروعة بالكهرباء، والمرافقة والمتابعة أمر مهم أيضا، فوزارة الفلاحة حرصت على متابعة الفلاحين وتقديم المساعدات المطلوبة طيلة الموسم، واتحاد الفلاحين باعتباره ممثلا للفلاحين، وشريكا لوزارة الفلاحة، تنقلوا عدة مرات إلى الولايات للوقوف على حاجيات الفلاحين وتبديد كل العراقيل.. وعند انطلاق موسم الحصاد، تكشفت مزايا التسيير هذه المرة"، يضيف ضريبين، حيث سخرت الشاحنات لنقل محصول الحبوب إلى المخازن، بما فيها الشاحنات الموجودة بولايات الشمال، والأمر نفسه بالنسبة لآلات الحصد، وكان في السابق يطرح بحدة مشكل نقل المحاصيل التي تبعد عن المخازن بين 200 و700 كيلومتر، وهي الخطة نفسها التي ستتبع لعملية الحصاد في ولايات الشمال التي ستنطلق في شهر جويلية، حيث انطلقت التحضيرات لإنجاحها، حسبه.
وفي سياق الحديث عن ولايات الشمال، أكد ممثل اتحاد الفلاحين أن هذه الأخيرة سجلت هذه السنة تحسنا مقارنة بالموسم الماضي، خاصة بولايات الوسط والشرق التي سجلت منسوبا معتبرا من المياه، وعملية الحصاد ستنطلق بالهضاب العليا، لتنطلق بعدها إلى ولايات الشمال.
كل هذا سيعطي دفعا مهما، خاصة مع الخبرة التي اكتسبها الفلاحون وفق المخطط الجديد للتحضير للموسم الفلاحي بحماس أكثر، خاصة في منطقة الجنوب، المنتظر رفع المساحات المزروعة بها بتوزيع 450 ألف هكتار لمستثمرين داخل الوطن وأجانب، ناهيك عن الشراكة التي أبرمت مع الإيطاليين في مجال إنعاش شعبة الحبوب، حيث ستكون النتائج أحسن، وسيكون الطموح مستقبلا بعد تحقيق الأمن الغذائي؛ توفير مخزون أمني يمتد لثلاث سنوات على الأقل، خاصة مع مشاريع المخازن المبرمجة الكفيلة بتخزين آلاف الأطنان، يضيف الأمين الوطني لاتحاد الفلاحين.