+ -

تحولت فرحة الفتاة العشرينية، يسرى، بارتدائها الفستان الأبيض والزواج من رجل ميسور الحال، وسط حفل بهيج حضر فيه المقربون بمدينة بوفاريك إلى كفن أبيض يلفها، بعدما أزهقت روح العروس من طرف زوجها بعد تلقيها أبشع طرق التعذيب، وذلك بعد مرور سوى بضعة أشهر على زواجها.

 

عادت من جديد إلى الواجهة، جريمة ''العروس المغدورة''، التي هزت خلال الآونة الأخيرة، مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر والد الضحية بإحدى القنوات التلفزيونية، وتحدث عن تفاصيل الجريمة الشنعاء التي راحت فيها ابنته (المتبنية)، بعد تعذيب وتنكيل زوجها لها إلى غاية أن أزهق روحها، ثم حاول إقناع الجميع أنها انتحرت، حيث عبر العديد من الناشطين عن تعاطفهم مع قضية الشابة التي هزت الرأي العام، وكانت ضحية إنسان مريض لا يصلح العيش معه.

وتداولت مختلف الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات للضحية قبل وبعد تعذيب الزوج لها، تكشف الفرق الواضح بين ما كانت عليه الفتاة قبل الزواج وبعده، حيث ظهرت على الشابة الجميلة في أيامها الأخيرة أثار الهزال الشديد والمرض الواضح، وتحولت الفتاة ذات الملاح الجميلة إلى هيكل عظمي يروي حكاية شابة ذاقت أسوأ أنواع التعذيب من طرف زوج غير سوي إلى أن التحقت بالرفيق الأعلى.

 

التعذيب بأبشع الطرق...

 

وتعود حيثيات القضية، بعدما خاضت يسرى من قبل تجربة زواج فاشلة وتطلقت في سن مبكرة، إلى غاية أن تقدم لخطبتها الجاني (45 سنة)، الذي أسرع في إتمام مراسم الزفاف وانتقلت للعيش معه بمنزله الفخم وسط مدينة بوفاريك، غير أن فرحتها لم تكتمل، حين وجدت نفسها تعاني الويل رفقة زوج سادي يتلذذ بتعذيبها منذ اليوم الأول لزفافها أين  أبرحها ضربا.

وباتت الشابة ضحية لعلاقة سامة لا تستطيع الهروب منها خوفا من حكم المجتمع الذي سيلقي حمل طلاقها عليها للمرة الثانية، حيث كانت في كل مرة تزور عائلتها باكية على حالها، خاصة وأنها لن تستطيع العودة لمنزل والدها.

وكان الجاني يصر على محاولة قطع العلاقة بين يسرى وعائلتها التي كفلتها بحجة أنهم أجانب بالنسبة لها، وفي كل مرة يذهب والدها لزيارة ابنته يتحجج الزوج ويمنعه من رؤيتها لأنها غير موجودة، حسب زعمه، حتى لا يكتشف مأساة يسرى والكدمات جراء الضرب والتعنيف الذي تتعرض له يوميا، إلى غاية أن وصله خبر أن آسيا متواجدة منذ فترة بمستشفى بوفاريك وفي وضع حرج.

فسارعوا إليها، وهناك أخبرهم الجاني أنها أقدمت على محاولة انتحار، إلا أن شكوك أهل الضحية كشف مخطط القاتل في إخفاء الجريمة النكراء التي راحت فيها الضحية.

وأثار عدم حضور المشتبه فيه لجنازة العروس المغدورة، شكوك العائلة لتتقدم فيما بعد بشكوى لدى مصالح الأمن الحضري لطلب استخراج جثتها بدعوى وجود شبهة جنائية في ظروف وفاته، متهمين زوجها بقتلها. وأفادت العائلة في شكواها أن المشتبه سبق وأن تعرض لزوجته بالضرب المبرح عدة مرات.

 

المؤبد للقاتل

 

وتقدمت الفرقة الجنائية بأمن ولاية البليدة بعد استخراج الجثة بإذن من السلطات المختصة وإخضاعها للتشريح، وتبين أن الضحية توفيت مقتولة وموتها كانت عنيفة بعدما ثبت وجود كسور وإصابة برئتها اليسرى تسببت في مضاعفات أودت بحياتها، وإصابة في الرأس تسبّبت لها في فقدان البصر جزئيا والسمع تؤكد عائلتها، مع آثار للكي بجسم الضحية ما يدل على تعرضها للتعذيب حرقا والجاني هو زوجها، حيث وقفت التحقيقات على التقارير الطبية والنفسية إلى أن دخلت في غيبوبة ثم فارقت الحياة.

وأودع القاتل رهن الحبس بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك عن جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، وجناية التعذيب المقترنة بجناية أخرى وجناية الفعل المخل بالحياء بالعنف، وأحيل على محكمة الجنايات التي نظرت في قضيته خلال الدورة الجارية، وأدانته بعقوبة السجن المؤبد.

يذكر أن والدي الشابة البيولوجيين ألقيا بها في دار الطفولة المسعفة، قبل أن تحنو عليها عائلة من قرية بن حمدان ببوفاريك في ولاية البليدة، وهناك ترعرعت يسرى وسط أسرة بسيطة محافظة، أحسنت تربيتها.

  

تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي

 

وفي منشور لفيديو الفتاة على موقع "الفايسبوك"، علق أحد الناشطين "لا حول ولا قوة إلا بالله .. تحدث مثل هذه الجرام لأننا ابتعدنا عن ديننا .. إلى متى سنبقى غارقين في بحر الدنيا ابتعدوا عن المحرمات والمعاصي..".

وقال آخر "قلبي يعتصر لما آلت إليه هذه الفتاة... أعتقد أن بعض الأشخاص ليس لهم حظ منذ ولادتهم.. اللّهم ارحمها برحمتك الواسعة".

ونشرت سيدة على صفحتها بذات الفضاء "اصبري ما تخربيش دارك.. اصبري على ولادك.. هذه هي نهاية الصبر الذي يوصل إلى القبر .. كل ذلك لكي لا تتطلق .. مجتمع قاسي على المرأة".

وقالت أخرى ''يجب تطبيق القصاص في هذه الحالات، الأمور تتجه إلى الأسوأ... ينبغي ردع هؤلاء المرضى للتفكير ألف مرة قبل اقتراف جرائمهم الشنيعة.. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته".