الملايا والحايك في طريقهما إلى اليونيسكو

+ -

يعد اللباس الجزائري الملاية والحايك، تراثا روحيا قبل أن يكون ماديا، تعددت أنواعه واختلف من ولاية لأخرى، غير أنه حافظ على طابعه القديم رغم مقاطعته لسنوات، قبل أن يسعى قصر أحمد باي بقسنطينة لاسترجاعه وفق استراتيجية وطنية، في تظاهرة سنوية هي عبارة عن خرجة نسوية بالأبيض والأسود تجوب أحياء المدينة القديمة والعتيقة، كوسيلة للترويج والتعريف به، ودعوة للعودة إلى جذور اللباس الأصيل الوطني والذي يحمل هوية الجزائر، حيث أضيف الحايك هذه السنة لخرجة الملاية تحت شعار"احكي يا قسنطينة الملاية والحايك تراث ورواية".

 وتهدف التظاهرة، التي نظمت خلال الأيام الأخيرة بقسنطينة، إلى استقطاب الجيل الجديد من الشابات بعد أن ذهب هذا اللباس عبر معارض دولية كبيرة وتحصل على إعجاب عالمي، باعتباره تراثا جزائريا استثنائيا، وتم تدوينه في ملف من طرف الجزائر سيتم المرافعة عليه في اليونيسكو من أجل تسجيله باسمها، ولذا يتم تخصيص يوم لها كل يتبع من ماي بغية تحقيق الوصمة المحلية لها، في انتظار تعميم الفكرة على باقي الولايات مستقبلا. وهو الأمر الذي تم تحقيقه بعد أن جابت مجموعة من النسوة شوارع قسنطينة مرتديات "الملاية والحايك" في صورة اختفت لسنوات وأصبح رؤية امرأة ترتديها بالأمر النادر جدا.

وتماثلت الصورة الزمنية للوحة التي تم عرضها مع سنوات السبعينات والثمانينات، قبل غياب هذا اللباس نهائيا مع بداية العشرية السوداء واختفاء الملاية عن الشوارع وتصبح مع بداية الألفية في رفوف النسيان.

هذا وقد كان مكان انطلاق الخرجة من قصر أحمد باي، وسط معرض تقليدي بديكور قسنطينة العريقة، ومنها من اختارت قماشا جديدا فيما تبرعت الكثير من النساء بتلك التي تعود لأمهاتهن وجداتهن، وأصبحت إرثا للعائلة من أجل تلبيس النساء، كفرصة ليرى الجميع الأصلية منها كروح للمدينة.

خرجت المشاركات من الشابات من داخل وخارج قسنطينة وحتى من الجالية في المهجر، ووصلن إلى عين سيدي لجليس أحد أقدم أحياء المدينة العتيقة وجابوا به الكثير من الشوارع والأحياء، بهدف التعريف والتشجيع على إحياء هذا اللباس الجزائري العريق، والحفاظ عليه من السرقة والاستغلال من طرف بعض الدول الأخرى، وهي التظاهرة التي استحسنها المارة الذين وقفوا كثيرا عندها وصفقوا للمشاركات.

وحسب مديرة المتحف، مريم قبايلية، فإن الهدف من هذه التظاهرة الوصول إلى "ملاية وحايك" في كل منزل والخروج بها مرة كل أسبوع على الأقل، حيث أن فكرة إخراجها من المتاحف إلى الواقع جاءت لإحياء اللباس التقليدي الخاص بقسنطينة والشرق الجزائري عامة، والتذكير بها خاصة وأنها مهددة بالزوال، والأمر ذاته بالنسبة للحايك.

وواصلت المتحدثة أن هذا اليوم في طبعته الثالثة حقق نجاحا ستتبعه طبعات أخرى كل سنة، وسيتم ربطها ببعدها التاريخي، كما ذكرت أن قصر أحمد باي قدم دعوة للجمعيات الناشطة التي تملك البعض منها  القديمة، ولنساء قسنطينة للمشاركة في ارتدائها بساحات الباي وشوارع المدينة قائلة "هي جزائرية بنسبة 100 بالمائة".

 

لتضيف، أنه يتم العمل من أجل الحفاظ على هذا اللباس للأجيال القادمة وحمايته من السطو والسرقة، وأصالته تثبت في الأفلام التاريخية، حيث استعمل كوسيلة للمشاركة في الثورة التحريرية.