38serv
تركت القضية الفلسطينية بصمتها بوضوح خلال مؤتمر الفيفا بمدينة بانكوك التايلاندية، بعدما وقف رئيس الاتحادية الفلسطينية لكرة القدم، جبريل الرجوب، على المنصة، وحصل على حق التدخل لتعرية الكيان الصهيوني واستعراض عملية الإبادة التي يتعرض لها الرياضيون الفلسطينيون.
ولأن قانون الفيفا يفرض على كل اتحادية صاحبة العضوية إيداع طلب التدخل تسعون يوما قبل موعد انعقاد المؤتمر، فإن الجانب الفلسطيني لم يكن له حق التدخل لعدم إدراجه للطلب في الآجال، بينما تنص قوانين الفيفا على ضرورة دعم خمسة أعضاء من الجمعية العامة لطلب أي عضو في أخذ الكلمة.
وبناء على دعم الجزائر والأردن واليمن وسوريا والعراق لطلب الاتحادية الفلسطينية لكرة القدم، تمكن جبريل الرجوب من نقل صرخة الفلسطينيين أمام 211 اتحادية لها عضوية الجمعية العامة خلال مؤتمر الفيفا في بانكوك، وحرص الرجوب، وهو يطلب من الفيفا معاقبة اتحادية الكيان الصهيوني بسبب الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، على استعراض مأساة الرياضيين الذين يسقطون شهداء كل يوم.
وفي الوقت الذي حضر المبدأ لدى عديد من الاتحادات العربية، وفي مقدمتها الجزائر، من خلال دعم طلب الاتحادية الفلسطينية لكرة القدم بغية التدخل خلال المؤتمر، فإن ممثل الكيان الصهيوني، وهو يأخذ الكلمة أمام انسحاب الطرف الجزائري، ممثلا برئيس الفاف وليد صادي والأمين العام نذير بوزناد، اجتهد أمام الحضور لتبرير ما لا يمكن تبريره، وقد جعل الرجوب يكشف الكيان الصهيوني على حقيقته في مؤتمر الفيفا.
وفي محاولة من رئيس اتحادية الكيان الصهيوني لاستعطاف الحضور، بعد دعم خمسة بلدان عربية منها الجزائر لطلب الجانب الفلسطيني، والقول إن علاقة الكيان الصهيوني، مع بعض الدول العربية، على ما يرام، راح ممثل الكيان الصهيوني يستدل بالمغرب دون سواه من الحضور، بالتأكيد على أن العلاقة بينهما جيدة جدا، مضيفا بأن ما يعزز العلاقة الطيبة، إبرام الطرفين لاتفاقيات تعاون من الجانب الرياضي، مشيرا في السياق بأن ثمة مشاريع برمجة مباريات ودية تجمع منتخبات الكيان الصهيوني والمغرب.
ارتكاز الكيان الصهيوني رياضيا على طيبة العلاقة مع المغرب تحديدا، وهو يواصل حملة الإبادة ضد الفلسطينيين، منهم الرياضيين، أحرج كثيرا الطرف المغربي، الذي ظل ممثله، فوزي لقجع، صامتا أمام الحقيقة التي أبرزت مدى استعداد المغرب للدوس على كل المبادئ والقيم لتحقيق مصالحه، بل هو موقف أظهر أن "المبدأ" مصطلح غائب عن القاموس المغربي، الذي سيشهد التاريخ "بيعه" للقضية العادلة بأبخس الأثمان، بينما ثبت أصحاب المبادئ على الوقوف بجانب الحق والدفاع عن القضايا العادلة، مثلما حصل مرة أخرى مع الجزائر، التي تبقى من أبرز مساندي القضية الفلسطينية بنفس طريقة دعمها للقضية الصحراوية العادلة أمام النزعة الاستعمارية المغربية.