مسجد باريس يستنكر "تحالفا مخالفا للطبيعة"

38serv

+ -

انتقد عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيز، "التحالف المخالف للطبيعة"، بين أعضاء من الجالية اليهودية واليمين المتطرف الأوربي، معبَرا عن استياء من "خطاب وتصرفات متطرفين بهدف تأليب اليهود والمسلمين ضد بعضهم البعض".

وكتب حفيز مقالا طويلا نشره حساب المسجد بـ"فيس بوك" أمس الاثنين، تناول فيه "الانقسام الثنائي المزيف"، بين الجاليتين اليهودية والاسلامية في فرنسا، التي زرعها، حسبه، "الجهل وحافظت عليها، للأسف، المصالح الخبيثة". ومؤكدا أن الإسلام ليس معاديا للسامية في جوهره، تماما مثلما أن اليهودية ليست معادية للمسلمين في جوهرها". وقال أنه "يستنكر التعميمات التبسيطية التي لا تؤدي إلا إلى تأجيج الكراهية والتعصب لأهداف غير مصرَح بها".

وتحدث عميد المسجد عن مكانة الأنبياء المرسلين إلى اليهود، في القرآن، والتي تشير، حسبه، إلى "التحالف الروحي بين الإسلام واليهودية.. إلى السلام والأمان الذي تتمتع به الطائفة اليهودية في أرض الإسلام، وعلى مر القرون". مستنكرا "سردا تبسيطيا يقدم الإسلام على أنه العدو الطبيعي لليهودية".

وضرب مثالا بالنبي موسى، قائلا:"حين تنكشف صفحات القرآن أمام أعيننا المتلهفة، يتجلى حضور موسى في اللغة العربية مراراً وتكرارا، باعتباره نبيًا ورسولاً من الله، فهو يحتل مكانة بارزة في نص الإسلام المقدس، ترقى إلى مرتبة أعظم المرشدين الروحيين. وتمتد ملحمة موسى من قصص ولادته، إلى دوره البارز في تحرير بني إسرائيل من الظلم في مصر. ويصور القرآن ببراعة تفاعلاته مع فرعون، ومعجزاته الإلهية، وقوة إيمانه في مواجهة أضخم التحديات".

وأشار حفيز إلى من "يقولون بأن التعايش المطول بين اليهود والمسلمين لم يكن خالياً من الصعوبات، ويتم التأكيد بشكل خاص على أن اليهود الذين عاشوا تحت السيطرة الإسلامية، لقرون عديدة، كانوا يخضعون لوضع المحميين. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذا النظام القانوني، لم يكن مخصصًا لليهود فقط، بل للمسيحيين أيضًا.

وعبَر عميد المسجد عن "غضبه من أولئك الذين، من خلال صمتهم المتواطئ أو تلاعبهم، سمحوا بظهور رواية تبسيطية وسامّة. رواية تقدم الإسلام على أنه العدو الطبيعي لليهودية، وبالتالي تتجاهل قرونًا من التعايش السلمي والتعاون بين هذين التقليدين العظيمين.. إنني غاضب ضد أولئك الذين يستغلون ذكرى المحرقة المؤلمة، لتبرير خطاب الكراهية والانقسام. إن المحرقة لم ترتكب في الأراضي الإسلامية، وليس على المسلمين أن يتحملوا وزر هذه المأساة. وهم أيضاً كانوا ضحايا القمع والتمييز". وأضاف:"غاضب ضد أولئك الذين يسعون، بدافع انتهازية سياسية، إلى استغلال التوترات بين المجتمعات لخدمة مصالحهم الخاصة". مشددا على أن "التحالفات غير المقدسة، بين بعض أعضاء الجالية اليهودية وأحزاب اليمين المتطرف، هي خيانة للإنسانية نفسها".