استمرت المعارك الضارية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ضد قوات الاحتلال المتوغلة لاسيما في مدينة جباليا ورفح، حيث شهد اليومين الماضيين تصعيدا كبيرا في محاور شمال غزة التي عاد الجيش الإسرائيلي للتوغل فيها مجددا، بينما نفذ مقاتلو المقاومة الفلسطينية عددا من الهجمات كبدت جيش الاحتلال خسائر معتبرة وأخلطت حسابات نتنياهو الذي قال إنه سيدخل رفح لتفكيك آخر قدرات المقاومة.
بعد سبعة أشهر من العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، ما تزال المقاومة الفلسطينية تتصدى لقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع من رفح جنوبا وجباليا شمالا، وتكبده الخسائر في الجنود والعتاد، على محور حي السلام وشارع جورج شرق رفح وتخوضان اشتباكات معها في الشمال، حيث قالت كتائب القسام إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود إسرائيليين شرق شارع جورج في محور التوغل شرقي مدينة رفح، وأضافت في بيان أن المقاتلين استهدفوا ناقلة جند إسرائيلية في المكان نفسه بقذيفة الياسين 105.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعترف قبل يومين بأكبر حصيلة يومية من الإصابات منذ بدء عدوانه على غزة، حيث تتصدى المقاومة الفلسطينية لقواته في 3 جبهات، معلنة تنفيذ سلسلة من العمليات والكمائن واستهداف نحو 8 دبابات، فضلا عن إطلاق صواريخ على عسقلان وسديروت، بينما قال جيش الاحتلال أول أمس، إن 50 من ضباطه وجنوده أصيبوا خلال المعارك في قطاع غزة في يوم واحد، مما يرفع العدد المعلن لجرحاه منذ بداية الحرب إلى 3415 جريحا، بينهم 526 أصيبوا بجروح خطيرة.
كما أعلنت القسام تنفيذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق مخيم جباليا، حيث استهدفت دبابة ميركافا بقذيفة الياسين-105، وبعد "هروب جنود العدو الموجودين في المكان إلى منزل مفخخ أعد مسبقا، تم تفجيره وإيقاع القوة بين قتيل وجريح"، كما فجر المقاومون في عملية مركبة أخرى، عبوة رعدية بقوة إسرائيلية خاصة، واستهدفوا ناقلة جند بقذيفة "تاندوم" شرق جباليا، ما أسفر عن إيقاع القوة بين قتيل وجريح، وفقا لما أعلنته القسام التي أضافت أيضا أنها استهدفت قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في منزل قرب صالة مزايا شرق مخيم جباليا بقذيفتي "تي بي جي"، ما أدى إلى وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح.
وأوضحت التقارير الإعلامية أن المقاومة الفلسطينية اشتبكت مع قوة إسرائيلية في حي الزيتون، وأن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين، فيما كان جيش الاحتلال قد اعترف بـ4 قتلى وإصابة 2 آخرين يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى أنه بعد انسحاب عناصر القسام من الكمين الأول، اشتبكوا بقوة أخرى وأوقعوا أفرادها قتلى وجرحى.
كما اشتركت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية وكتائب القسام في تنفيذ قصف بقذائف الهاون من العيار الثقيل على تجمعات لقوات الاحتلال في حي الزيتون، كما أعلنت القسام أنها قصفت مدينة عسقلان بدفعة من الصواريخ انطلاقا من منطقة توغل جيش الاحتلال شرق جباليا، وقصفت مستوطنة سديروت برشقة صاروخية، ردا على المجازر بحق المدنيين، وفقا لما أعلنته عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم التحذيرات الدولية، وسع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته شرقي مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين، حيث أصر رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على اجتياح المدينة زاعما أنها المعقل الأخير للمقاومة وقادتها، حيث دعا الجيش الصهيوني سكان أحياء أخرى إلى النزوح باتجاه منطقة المواصي بين رفح وخان يونس، بذريعة وجود نشاط عسكري لحركة حماس، ما رفع عدد الشهداء منذ بدء الاجتياح البري للأجزاء الشرقية من مدينة رفح لليوم السادس على التوالي، إلى أكثر من 140، إلى جانب تدمير عشرات المنازل والمنشآت التجارية.
وفي قصف شنته القوات الصهيونية لمنزل بحي البرازيل جنوب شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، استشهد أربعة أشخاص بينهم طفلة، أمس، حسبما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، بينما استشهدت امرأة وأصيب آخرون فجرا، في قصف شنته الطائرات الإسرائيلية على منزل بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأضافت أن "عددا من المواطنين أصيبوا في قصف مدفعي للاحتلال استهدف مناطق مختلفة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وتحاول آليات الاحتلال التوغل إلى وسط مخيم جباليا شمال القطاع، كما دفعت بتعزيزات جديدة، وسط اشتباكات ضارية مع فصائل المقاومة، بينما أطلقت القوات الصهيونية النار بكثافة على مراكز إيواء في المخيم، مجبرة مئات الفلسطينيين على المغادرة، كما أنها تستهدف سيارات إسعاف تحاول التحرك داخل المخيم، وسط قصف عنيف متواصل على مناطق سكنية مكتظة في المخيم، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين.
وأفادت طواقم الدفاع المدني والإسعاف، بانتشال جثمان 20 شهيدا في جباليا، سقطوا جراء تواصل القصف خلال الساعات الماضية، وتم نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان، كما بث ناشطون تسجيلات تظهر القذائف المدفعية والقصف الجوي والرصاص الثقيل ينهمر على مدارس "الأونروا"، قرب سوق مخيم جباليا، والتي يتخذها النازحون مأوى بعد أن هدمت منازلهم جراء العدوان المتواصل، فيما تطبق دبابات الاحتلال حصارها للمنطقة.
وفي اليوم الـ221 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، تواصل القوات الإسرائيلية هجماتها على القطاع، برا وبحرا وجوا، منذ شهر تشرين أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35 ألفا و34 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78 ألفا و755 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال هناك آلاف الضحايا تحت الأنقاض.