عودة القتال إلى شمال غزة ضربة قاصمة لنتنياهو

38serv

+ -

بعد أربعة أشهر من إعلان جيش الاحتلال الصهيوني "تطهير" شمال غزة من المقاومة الفلسطينية، عادت هذه الأخيرة لترفع من وتيرة عملياتها العسكرية هناك، وتظهر بشكل كبير على الأرض، ما دفع الاحتلال لشن هجمات واسعة على هذه المنطقة، تطور كشف حجم الانتكاسة العسكرية والإستراتيجية التي مني بها الاحتلال والفشل المسبق لعملية رفح التي ستكون آخر مسمار يدق في نعش نتنياهو.

في آخر التطورات الوضع العسكري على الأرض في شمال غزة، أعلنت كتائب القسام قصفها لعسقلان المحتلة التي تبعد 13 كيلومترا عن حدود شمال غزة، برشقة صواريخ خلفت جرح 3 معمرين صهاينة، وفق ما أعلن عنه الإعلام العبري، وأفادت بلدية عسقلان بإطلاق صاروخين من غزة باتجاه المدينة، وقالت إن أحد الصاروخين بلغها، فيما اعترضت القبة الحديدية الصاروخ الآخر، وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي أضرارا كبيرة في منزل أصابه صاروخ.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنة ريعيم في غلاف القطاع دون إطلاق صفارات الإنذار.

وأعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها استهدفت دبابتي "ميركافا" شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وقالت كتائب عز الدين القسام إنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وكانت فصائل المقاومة قد قصفت غلاف غزة بشكل متواصل خلال الأسابيع الأخيرة، كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن قوات المقاومة عادت لتنتشر بعدة مناطق بشمال غزة، الأمر الذي دفع بجيش الاحتلال لتكثيف عملياته العسكرية واستهداف الأحياء السكنية في شمال غزة وخاصة مخيم جباليا، في بداية جديدة للحرب على غزة.

هذه المعطيات تكشف عن ضعف كبير في الإستراتيجية العسكرية الصهيونية والتي ظهرت في شكل المتدرب الهاوي أمام حنكة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس.

والمثير للانتباه أن عودة العمليات العسكرية في شمال غزة بعد حوالي 4 أشهر من الإعلان عن "تطهير" المنطقة من المقاومة، يتزامن وبدء الاحتلال في هجوم واسع على منطقة رفح جنوب القطاع التي كان يصورها، أي العملية، آخر حلقة في العدوان العسكري المستمر منذ 7 أشهر، للوصول إلى قيادات الصف الأول لحركة "حماس" التي يظن الاحتلال أنها تتمركز في رفح.

لكن عودة ظهور المقاومة في شمال غزة وعودة عمليات القصف منها تجاه غلاف غزة، أظهر أن "العملية العسكرية" التي يشنها نتنياهو لتمديد عمر حياته السياسية والبقاء خارج أسوار السجن، فاشلة على كل الأصعدة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والداخلية والخارجية لم تنجز شيئا في شمال ووسط غزة، ولن تحرز أي نصر منتظر في رفح بجنوب غزة للتغطية على ما سبق من إخفاقات بداية من يوم 7 أكتوبر.

المعطيات على الأرض التي فرضتها "حماس" وقدرتها على تسيير مسار الحرب، خاصة أمام الفشل الساطع لكل خطط الاحتلال في التعامل مع المقاومة على مدار سبعة أشهر، دفع الجمهور الصهيوني للحديث عما بعد الحرب على غزة وضرورة فتح ملف الاعتراف بقيام دولة فلسطين، وهو ما ذهب إليه الجنرال احتياط في جيش الاحتلال، جادي شمني، القائد السابق لفرقة غزة، الذي أكد أن الدخول إلى رفح يأتي بدافع سياسي، وقال في فعالية سياسية ببئر السبع المحتلة "أنا متأكد تقريبًا من أن هذه العملية تحدث فقط لأن بن غفير وسموتريتش هددا بأنه إذا لم نتحرك في رفح ستسقط الحكومة".

وأضاف شمني "يطرح السؤال، في أي مرحلة يجب على القائد العام للجيش أن يضرب على الطاولة وربما يخرج أيضا إلى الجمهور". وأوضح "إرسال الجنود إلى المعركة لأغراض سياسية أمر يتجاوز الخطوط الحمراء".

وأشار قائد فرقة غزة السابق إلى أنه "ليس من الشائع الحديث عن هذا اليوم، لكننا لن نستطيع تجنب البحث عن حل للقضية الفلسطينية ومن لا يفكر بهذه الطريقة يدفن رأسه في الرمال".

وقد خلف التخبط الذي يعيشه نتنياهو صراعات داخل كابينت الحرب واستقالات لمسؤولين في الصف الأول آخرهم تقديم المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الإستراتيجي في قيادة الأمن القومي الصهيوني يورام حمو استقالته.

وجاءت الاستقالة على خلفية الفشل في اتخاذ قرارات على المستوى السياسي بشأن قضية "اليوم التالي للحرب" في غزة لا سيما وأن هذه القضية تنخرط ضمن مهام حيمو.

 

كلمات دلالية: