فاجعة الصابلات.. دقائق حوّلت النزهة إلى مأتم

38serv

+ -

تحولت فرحة الرحلة التي نظمتها جمعية خيرية بولاية المدية لتلاميذ إحدى المدارس لشاطئ الصابلات، بالعاصمة، إلى مأساة حقيقية بعدما خلفت خمس ضحايا كحصيلة نهائية، حيث عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أسفهم من الحادثة، وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عن الواقعة؟

وفي تفاصيل حول الواقعة الأليمة، تداول نشطاء عن شهود عيان، أن الأطفال وصلوا إلى الشاطئ قبل المنظمين، ودخلوا البحر بملابسهم من شدة الفرح، حيث مكثوا قرابة 20 دقيقة قبل أن يصل المنظمون إلى المكان.

وأضاف المصدر أن عددا كبيرا من الأطفال كانوا فعلا في البحر، وبعضهم ابتعد عن الشاطئ، وبعد وصول المنظمين شرعوا في إخراجهم ليكتشفوا أن هناك من الأطفال من بدأ في الغرق فعلًا.

يواصل المنشور، أن أحد المنظمين بدأ في الصراخ لأنه لم يكن يجيد السباحة، فتدخل اثنان من الموجودين بالمكان، وتطوعا لإخراج الغرقى إلى جانب طبيبة كانت بالمكان تطوعت لإسعافهم.

وذكروا أن الطفل الأول كان في حالة جيدة، بينما كان هناك أربعة أطفال في حالة حرجة، قبل وصول الحماية المدنية التي نقلتهم إلى المستشفى.

 

مطالب بمعاقبة المسؤولين

 

من جهتهم، تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات عبروا فيها عن حزنهم واستنكارهم للحادثة الأليمة، يقول أحد الناشطين "ربي يرحمهم ويلهم أهلهم الصبر والسلوان، لا أعلم كيف جرت الواقعة؟ أين كان مرافقو للأطفال؟ وكيف تركوهم لوحدهم في البحر... أنا أعتبر أن هذه خيانة وعدم تحمل للمسؤولية، ويجب محاسبة كل من كان السبب في موت هؤلاء الأطفال رحمهم الله".

ونشرت إحدى الصحفيات عبر حسابها على الفضاء الأزرق، معلقة على الحادثة "جمعيات خيرية أو ذات نوايا أخرى بدون مقرات ولا ميزانية تنشط كالبكتيريا السامة، تعيث فسادا في مجتمع باهت مهمتها توزيع بعض علب المواد الغذائية مرة في السنة .. من يتحمل مسؤولية وفاة الأطفال الخمسة في منتزه الصابلات؟ حتى الرحلات الترفيه لهؤلاء الأبرياء تتحول إلى فاجعة ..... ربي خير".

ونشرت ناشطة أخرى على نفس الموقع "أين كان ممثلو الجمعية التي أتت بهم وحولت فرحهم بالقدوم إلى العاصمة والبحر إلى مأساة؟... انعدام للمسؤولية يستدعي المحاسبة لأنه كان يفترض أنهم أمانة أودعها أولياؤهم عندهم ليكونوا العين التي تحرسهم.. حسبي الله ونعم الوكيل.."

وعلقت أخرى على المنشور "هذا استهتار بأرواح الناس .. لا مسؤولية.. يجب مقاضاة ومحاسبة المسؤولين على الرحلة.. كان الله في عون أوليائهم .. لك الله يا جزائر".

ونشر أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن التوقيت غير مناسب أصلًا ما دام الأطفال مقبلين على الامتحانات، مردفا "أمر الله لكن يقال الحذر يغلب القدر والدعاء الصالح، ولكن أين هم وأين سائق القارب والمرافقون لهم؟ أيعقل عدد كبير من الأطفال يدخلون عرض البحر في قارب صغير؟ البحر لا يؤتمن أبدا خاصة مع مسؤوليتنا اتجاه أولاد الناس".

 

"التحقيقات ستكشف مجريات الواقعة"

 

من جهتها، عبرت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي خلال حديثها مع "الخبر"، عن أسفها بسبب نبأ وفاة أطفال المدرسة إثر حادث الغرق الأليم بمنتزه الصابلات، من خلال تقديم عبارات التعازي لعائلات الضحايا، مؤكدة أن التحقيقات ستكشف من وراء هذا الحادث وأكيد ستكشف مجريات هذه الواقعة.

وفي هذا الصدد، دعت شرفي إلى ضرورة الوقاية من حوادث غرق الأطفال، خاصة ونحن على مشارف فصل الصيف، سيما وأن الجزائر تسجل سنويا عدة حالات لغرق الأطفال في البرك والسدود وحتى في الأماكن الخطيرة، وهذه فرصة للتذكير بضرورة الحذر لأن الحوادث ممكن أن تقع في لحظة.

 

"منظمو الرحلة يتحملون مسؤولية الحادثة"

 

أبدى رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد، خلال حديثه مع "الخبر"، أسفه الشديد من الحادثة، مشيرا إلى أنه في حالة ما إن كانت الجمعية التي نظمت هذه الرحلة خيرية، فإنها تتحمل مسؤولية الحادث، أما إذا كانت جمعية أولياء التلاميذ تابعة لنفس المدرسة التربوية هي من قامت بترتيب الرحلة، فالجميع يعتبر مسؤولا، سواء أولياء التلاميذ، الجمعية والإدارة.

وأضاف "قدر الله وما شاء فعل هذا قضاء وقدر، فالرحلة التربوية مقننة ضمن نشاطات المؤسسة، سواء أن كانت منظمة من طرف جمعية أولياء التلاميذ أو إدارة المؤسسة".

وفيما يتعلق بشروط تنظيم هذه الرحلات، أكد المتحدث أن الإجراءات في تنظيم هذه الرحلات هي أولا رخصة وتعهد الأولياء.. توفير وتعيين المؤطرين، وتأمينهم ورخصة من طرف مديرية التربية.

 

كلمات دلالية: