38serv
بنى ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، أكثر من مشروع رياضي منذ توليه المسؤولية الاجتماعية في صيف 2011.
منحت هذه المشاريع الرياضية الفريق الباريسي سيطرة شبه تامة على الألقاب المحلية، فبات الأكثر تتويجا بألقاب البطولة وكأس فرنسا وكأس الرابطة والسوبر المحلي، كما أصبح "بي أس جي" ينافس نفسه داخل حدود فرنسا، لكن هذه المشاريع الرياضية فشلت في تحقيق الحلم الأهم والأكبر، وهو الفوز بلقب رابطة أبطال أوروبا.
زلاتان ونجوم إيطاليا
في السنوات الأولى من تولي الخليفي مقاليد الأمور، ارتكز المشروع الرياضي الأول للخليفي على جذب نجوم البطولة الإيطالية مثل كافاني وتياغو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش ولافيتزي وباستوري وتياغو موتا وفيراتي وماركينيوس وغيرهم. لكن اكتفى باريس سان جيرمان حينها بالوصول إلى ربع النهائي 3 مرات متتالية في 2013 و2014 و2015، وانهار هذا المشروع تماما بالخسارة التاريخية أمام برشلونة بنتيجة 6/1 في كامب نو في 2017.
صفقة تاريخية
وفي صيف 2017 تغيرت سياسة ناصر الخليفي وبنى مشروعا رياضيا ضخما بطله الأول نيمار جونيور الذي انضم من برشلونة بصفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم مقابل 222 مليون يورو، يعاونه كيليان مبابي الذي انضم في نفس الفترة قادما من موناكو مقابل 180 مليون يورو.
مشروع نيمار ومبابي كاد يلامس قمة المجد رغم العثرات الكبيرة في بدايته، حيث وصل الفريق الباريسي، تحت قيادة المدرب الألماني توماس توخيل، إلى نهائي رابطة الأبطال، لأول مرة في تاريخه عام 2020، لكنه خسر أمام بايرن ميونخ. وفي الموسم التالي خرج سان جيرمان من الدور قبل النهائي عام 2021 بالخسارة ذهابا وإيابا أمام مانشستر سيتي.
ميسي ومبابي
راهن ناصر الخليفي على مشروع جديد في صيف 2021، ارتكز على ضم صفقات من العيار الثقيل مثل ليونيل ميسي وفينالدوم ودوناروما وسيرجيو راموس وأشرف حكيمي، مع منح صلاحيات أكبر لكيليان مبابي الذي أزاح زميله نيمار من قمة المشروع الباريسي.
ولكن على مدار موسمين فشل هذا المشروع فشلا ذريعا بخروجه مبكرا من دور الـ16 في رابطة الأبطال أمام ريال مدريد في 2022 ثم بايرن ميونخ الألماني في 2023.
وفي بداية العام الجاري اتبع ناصر الخليفي سياسة جديدة بتصدير مدرب الفريق لويس إنريكي في واجهة المشروع الرياضي، مع الاعتماد على صفقات شابة وذلك في ظل تكهنات قوية بالرحيل الوشيك لنجم الفريق وهدافه التاريخي كيليان مبابي.
إنريكي الواجهة
لم يتأثر إنريكي بتفريط الإدارة الباريسية في أسماء من العيار الثقيل مثل ميسي ونيمار وفيراتي وراموس، وقبلهم آنخيل دي ماريا، وبنى فريقا شابا وصل به إلى قبل نهائي رابطة أبطال أوروبا.
زاد التفاؤل الباريسي بتحقيق الحلم، بعد تجاوز المجموعة الحديدية التي ضمت ميلان ونيوكاسل يونايتد ودورتموند، ثم الفوز ذهابا وإيابا على ريال سوسيداد والريمونتادا القوية أمام برشلونة في دور الثمانية.
واستفاق الخليفي وأنصار الفريق الباريسي على كابوس مفاجئ بالخسارة من بوروسيا دورتموند في قبل النهائي، لتستمر مشاريع الخليفي في الركض خلف سراب رابطة الأبطال، ليفهم بعد كل هذا أن الـ"بي أس جي" بإمكانه شراء نجوم العالم، لكن لا يمكنه شراء التاريخ.