سلط يوم أمس، بمدينة الحمامات بتونس الشقيقة المشاركون في فعاليات المهرجان المغاربي للثقافة والترفيه العائلي الضوء على واقع الأسرة والمجتمع بصفة عامة من خلال ندوة فكرية نظمتها جمعية فرحة للتنشيط والترفيه العائلي التي خصت لدور العائلة والجمعيات في ترسيخ قيم المواطنة و التسامح و الاعتدال ونبذ العنف .
الندوة عرفت مشاركة عدد من الدكاترة و الناشطين من تونس والجزائر وليبيا وحضرها جمعيات ومنظمات مهتمة بالشأن الجمعوي من الدول الثلاث إلى جانب ممثل وزارة الأسرة و المرأة والطفولة وكبار السن بتونس الأستاذ نجيب توت الذي ذكر في مستهل كلمته بنضال شعوب الدول الثلاث من اجل التحرر من نير الاستعمال حيث يجمعهم تاريخ مشترك من خلال الأحداث التي كانت شاهدة من ذلك ؛ ما جرى في ساقية سيدي يوسف التي كان فيها للأسرة دور فعال ، مشيرا إلى أن التنمية الشاملة عمادها العنصر البشري حيث وجب التأسيس لهذه العلاقة بتعزيز التعاون والحوار بين الأسر للحماية من العنف الداخلي والخارجي وكسر المؤامرات الخارجية التي تعتمد على العنف غير المباشر لمواصلة احتلالها .
الأستاذ نجيب توت قال أن هذه الندوة تسلط الضوء على دور العائلة و المجتمع المدني في ترسيخ السلوك الحضاري " وكوزارة لدينا مقاربة عامة للأسرة ومكوناتها التي تعتمد على المرأة في مقدمة فئات المجتمع و الطفولة الذي يعد القطاع الذي نعمل من خلاله على ترسيخ قيم المواطنة و مقاومة العنف بمختلف أنواعه " . و اليوم يقول المتحدث ، قدمت مقاربة تعتمد على ضرورة التضامن بين هذه الشعوب المستهدفة و الاستهداف يسعى إلى تفكيك الأسرة من الداخل وتوظيف عناصرها الهشة خاصة الأطفال و المراهقين و الشباب عن طريق المخدرات و المهلوسات التي تضخ بشكل رهيب في أوساط المجتمع في سبيل توظيف الفئات الهشة لإحداث الضرر بدولها و ضرب استقرارها و الاستفادة من هجرة الأدمغة و إفراغ المجتمعات حيث نسعى على الحد منها بعامل الوعي المجتمعي و باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي و شبكات الاتصال بصفة عامة.
وأكد المتحدث أن التعويل على الأسرة و المجتمع المدني الذي يخدم قضايا المجتمع وليس ذلك الذي يرتزق من الخارج خاصة ما هو يجري في ليبيا بعد الثورة أين ضخت أموال كبيرة لتوظيف هذه المؤسسات شكليا لتبييض الأموال و شراء الذمم في سبيل التحكم و السيطرة على الكفاءات.
والأسرة اليوم مطالبة أن تتبنى الحوار فيما بينها بمختلف مكوناتها من أجل أن تنهض بهذا المجتمع المدني الذي يجب أن يكون بالمرصاد ويدخل للعمق وان لا يكون مسار موازي للدولة .و للإعلام دور هام و أن لم يكن نزيها نظيفا فان دولنا وأمننا القومي مهدد .
مسألة العنف يجب أن تلحق بالإرهاب
من جهته، قال الدكتور عمر السايح من ليبيا أن مسألة العنف يجب أن تلحق بالإرهاب وإيجاد حلول للعنف الداخلي و الخارجي .وحسبه انه هناك عدة عوامل أثرت على الفرد كالغزو الثقافي الهواتف النقالة و المواقع ونحن دول استهلاكية فقط هم يصنعون ونحن نستهلك، مشيرا إلى أن الشعوب هي التي توحد الدول من خلال تضامنها عطفا على فترة الاستعمار الذي شهد مساندة بالمال و السلاح .
وأضاف متحدثا " نبذ العنف و الإرهاب المتفاقم ، والمخدرات والهلوسة في بلدي تباع بثمن بخس من اجل دمار الشباب " .و تسأل المتحدث " إلى أين نحن ذاهبون و العالم يتربص بنا خاصة دوله الاستعمارية من اجل تمزيقنا بشتى الطرق كحرب المياه التي تستهدف تعطيش الشعب المصري و السوداني من خلال سد النهضة والمخدرات والإرهاب وغيرها ".
وختم حديثه بالتأكيد على أننا نريد حلولا وتوصيات ترسل إلى الجهات المسؤولة . الدكتورة حورية خليفة من ليبيا أكدت في مداخلتها أن القيم تزرع داخل الأسرة و صلاحها من صلاح المجتمع وهي عملية ترابطية و المدرسة عملية مكملة للأسرة ولابد من مقاومة المجتمعات الغربية .وحسبها أن قيم المواطنة هي إشباع حاجات الفرد الأساسية كالمأكل و المشرب و باقي الحاجات اليومية و الآن يتم استغلال الجمعيات من طرف منظمات كما هو الحال في ليبيا تعمل وتشتغل على تمزيق المجتمع الذي طابعه قبلي في صراع داخلي و للأسف هناك اختراق من الغرب و الحال اليوم أن الحبوب من ناحية و السلاح من ناحية أخرى و المحصلة تدمير الشباب وشريحة الأحداث يتم استغلالهم لتدمير المجتمع .وأشارت المتحدثة إلى أن المجتمع المدني إذا لم يشتغل بطريقة صحيحة يعتبر سلطة خامسة وأداة ضاغطة بين الحكومة وما يجري في البلد .وبرأيها انه قبل 2011 كانت عملية تأسيس جمعية أو منظمة تستدعي وجود ما لا يقل عن 500 فرد و الآن حتى بثلاثة أشخاص يمكن تأسيس جمعية .
و وصل عددها رقم خيالي 5 ألاف ، وصلب شغلها بعيدا عن الأهداف المسطرة لذلك فان العبء يقع على الأسرة بالدرجة الأولى.
و المجتمع المدني إذا وظف و اشتغل بطريقة صحيحة سيكون قادرا على حماية المجتمع وفي حال وجود شرخ بين المجتمع والدولة قلا نلوم على الأبناء كيف يحبوا وطنهم ، خاصة وان الأطفال عبارة على قنابل موقوتة داخل المجتمعات و لا يجب أن تبقى رهينة.من جهتها الدكتورة بلعميري مليكة من الجزائر أكدت أن قيم المواطنة في المجتمعات يؤدي إلى التنمية المحلية و الاجتماعية والثقافية ، علما أن الاختلاف في الجمعيات في طوابعها يؤدي إلى إبراز عدة إبداعات .ومجالات غرس قيم المواطنة في الطفل ستكون دون شك النتيجة طفل صالح ، كما تطرقت إلى دور الجمعيات في حماية الفرد و المجتمع المدني وجد لإبراز هذا التميز .
يذكر أن هذا الملتقى الذي اشرف علي تنظيمه رئيس الجمعية لطفي الرواتبي ومديرة المهرجان منى الحيدوسي عرف نقاشات ثرية للمشاركين الذين شخصوا ظاهرة العنف و الأخطار التي تتربص بضرب استقرار العائلة .وختمت التظاهرة بتكريمات للمدعوين وضيوف المهرجان وجولة سياحية لأهم مناطق تونس .