دعا وزير الاتصال الدكتور محمد لعقاب وسائل الإعلام الوطنية إلى تسليط الضوء على جهود الصحافة الوطنية في مكافحة الاستعمار الفرنسي خلال الحقبة من سنة 1830 إلى سنة 1960 باعتبار أن نضال الصحافة والصحفيين في هذه المرحلة التاريخية ظل غائبا ومهملا من قبل الدارسين والمهتمين بتاريخ الصحافة الجزائرية كاشفا في الوقت نفسه عن شروع وزارته في الإعداد لموسوعة تاريخية للصحافة والصحفيين خلال الحقبة الاستعمارية.
أكد الدكتور محمد لعقاب في كلمة افتتاحية ألقاها اليوم في الملتقى الوطني حول "الصحافة والصحفيين خلال الحقبة الاستعمارية 1830-1960" الذي يدوم يومين ونظمه مخبر التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية لجامعة الوادي بالتنسيق مع وزارة الاتصال بأن" فكرة تنظيم الملتقى هي اعتراف وتكريم للصحافيين الجزائريين ونضالهم من خلال صحفهم من أجل استقلال الوطن والرد عن حملات الاستيلاب والتشويه التي كان يقوم بها الاستعمار" مشيرا إلى أن هؤلاء الصحفيين ظلوا دائما غائبين عن المشهد الثقافي والإعلامي الراهن موضحا بأن" كل الكتابات السابقة كانت تمر مرور الكرام على الصحافة والصحفيين خلال الحقبة الاستعمارية".
وفضل محمد لعقاب منذ انطلاق مداخلته بأن تكون كلمته أكاديمية –كما قال- مادام في حرم جامعي.
وحسبه، فإنه كان " يجب بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير الاعتراف بجهود أولئك الصحفيين الذين قاوموا بأقلامهم وصحفهم البطش الفكري والثقافي للاستعمار" مشددا على أن "الصحافة كانت دوما مرافقة لنضالات الحركة الوطنية والثورة التحريرية، وتعرضت المؤسسات الإعلامية - وقتها- للمصادرة والتوقيف وإعادة الظهور وسجن صحفييها وهكذا.." وبعد أن ذكر بأن العديد من أسماء الصحف التي كانت تصدر في عهد الاستعمار، أوضح وزير الاتصال بأن المسح التاريخي الشامل أكد بأن "البعد العروبي والإسلامي والإفريقي لدى الصحافة الجزائرية أثناء الحقبة الاستعمارية كان دائما حاضرا بقوة" مشيدا بـ "تنوع وتعدد الفكر في الخط الافتتاحي لهذه الصحف".
ولم يفوت محمد لعقاب الفرصة ليذكر الحاضرين بجهود رئيس الجمهورية وحرصه ووقوفه الدائم إلى جانب الصحافة والصحفيين لا سيما إشرافه شخصيا على احتفالات إحياء اليوم العالمي للصحافة الموافق ليوم 3 ماي من كل عام واليوم الوطني للصحافة المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة.
كما رافع لعقاب لصالح الدور الريادي والتاريخي الذي لعبته الصحافة الوطنية إبان الحقبة الاستعمارية بقوله " يجب أن نعطي الجزائر حقها والصحافيين حقوقهم " موضحا بأن "الجزائر كانت تاريخيا أم الإعلام نظرا لنضالات صحافتها مقارنة بنظيرتها في البلدان العربية في القرن 19". كما اغتنم الوزير المناسبة للترحم على الصحفيين الذي استشهدوا في سبيل الواجب الوطني منهم وزير الاتصال الأسبق ووزير الخارجية لاحقا محمد الصديق بن يحي الذي استشهد في حادث طائرة سنة 1982 في اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير عندما كان في مهمة دبلوماسية بين العراق وإيران، كما ترحم على 15 صحفيا جزائريا توفوا خلال سقوط طائرة بالفيتنام في 8 مارس 1974.
كما استغل وزير الاتصال دعوته في أستوديو السمعي-البصري لتكوين طلبة قسم الإعلام، ليصرح بأنه "كأستاذ في الإعلام غير راض حيث أصبح الطلبة يركزون على شبكات التواصل في حين أن العمق الفكري غائب وكأن الجامعة أصبحت مركز تكوين المهني".
للإشارة حضر برنامج اليوم الأول الافتتاحي للملتقى، بالإضافة إلى مدير الجامعة البروفيسور عمر فرحاتي والطاقم الإداري والبيداغوجي للجامعة، السلطات المحلية والأمنية على رأسهم والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي وباحثين ووجوه إعلامية أمثال الوزير الأسبق محي الدين عميمور وعمار طالبي وعاشور شرفي ومحمد بوعزارة وعدد من نواب البرلمان والعديد من الأساتذة والطلبة كما بلغ عدد المداخلات نحو 80 مداخلة أكاديمية تم توزيعها على ورشات خلال يومي الفعالية.
كما تم بالمناسبة تكريم العربي زبيري وهو من مؤسسي جريدة الشعب وأشهر كتابها –حسب الوزير- والأستاذ الدكتور عمار طالبي ومدير جريدة المجاهد السابق عاشور شرفي الذي تعذر حضوره للملتقي ومدير جامعة الوادي.