+ -

تواصلت الاحتجاجات الطلابية في العديد من الجامعات عبر العالم تضامنا مع فلسطين وما يتعرض له قطاع غزة من عدوان صهيوني مستمر منذ نحو 7 أشهر، وما يزال الطلبة في الجامعات الأمريكية متمسكين باعتصامهم رغم تدخل قوات الأمن واعتقال المئات منهم وتهديدهم بالفصل من الدراسة.

ويشهد حرم العديد من الجامعات الأمريكية مظاهرات ومبيتا داخل الخيام تضامنا مع غزة، وسط قلق من أن تبقى مراسم التخرج السنوية متوقفة في ظل هذه الفعاليات.

وندد الطلاب المشاركون في الاحتجاجات بالدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، مطالبين بقطع هذا التعاون.

وتجاوز عدد الطلاب المعتقلين خلال احتجاجات الجامعات الأمريكية 900 طالب، بينما شهدت أول أمس جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية، انطلاق مفاوضات بين الطلاب وإدارة الجامعة بشأن المظاهرات المقامة داخل الحرم الجامعي.

بدورها، شهدت جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس صدامات بين مؤيدين للكيان الصهيوني ومتضامنين مع فلسطين، وهو ما استدعى تدخل قوات الأمن.

أما في جامعة جنوب كاليفورنيا، فقد تم السماح للطلاب المؤيدين لفلسطين بدخول الحرم الجامعي بعد أيام من حرمانهم من ذلك.

وفي سياق متصل، أعلنت جامعة كاليفورنيا التقنية قرارا بـ "الإغلاق الاضطراري" بعد أن ملأ طلاب متظاهرون من أجل فلسطين قاعتين فيها، وذلك بالتوازي مع قرار آخر بتأجيل مراسم التخرج.

وإلى مدينة سانت لويس التي شهدت توقيف الشرطة الأمريكية للمرشحة الرئاسية لحزب الخضر جيل ستاين في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، بجامعة واشنطن.

وفي بيان صادر عنها، قالت الجامعة إنه تم توقيف 100 شخص ممن شاركوا في المظاهرات الطلابية بالجامعة، بينهم 23 طالبا و4 موظفين.

كذلك أوقفت شرطة بوسطن، السبت، 102 شخص خلال فض احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في جامعة نورث إيسترن، كما أزالت قوات الشرطة خيم الطلاب المتظاهرين.

في الأثناء، شهدت جامعتا بلومنغتون وأريزونا احتجاجات طلابية مشابهة، بينما أعلن أكاديميون بجامعات كاليفورنيا وجورجيا وتكساس إجراء تصويت لحجب الثقة عن إدارة الجامعة، في خطوة رمزية للاحتجاج على معاقبتها الطلاب المحتجين بالإقصاء أو إجراءات قانونية أخرى.

وبعد مسيرة حاشدة وسط مدينة نيو هيفين في الولايات المتحدة الأمريكية، يعود حراك الطلاب المؤيدين لفلسطين والمطالبين بوقف الحرب على غزة إلى ساحات جامعة ييل من جديد، حيث أعاد الطلاب نصب خيام الاعتصام، بعد أن كانت الشرطة قد فضّت اعتصامهم، واعتُقل 44 منهم في وقت سابق.

وأعاد الطلاب المطالبون بوقف العدوان على قطاع غزة مطالباتهم للجامعة بسحب استثماراتها من دولة الاحتلال ومؤسساتها، ناصبين 40 خيمة اعتصام في الحرم الجامعي.

وأطلق المتظاهرون على مخيم الاعتصام اسم "المنطقة المحررة"، في إجراء وصفه رئيس شرطة الجامعة، التي تعد من أعرق الجامعات الأمريكية، بأنه انتهاك للسياسات الجامعية فيما يتعلق باستخدام المساحات الخارجية والملصقات ومكبرات الصوت.

من جهتهم، أعلن منظمو الاحتجاج عن مجموعة من المبادئ التوجيهية التي يجب على المحتجين اتباعها، بما في ذلك المطالبة بتحرير فلسطين، والنضال من أجل الحرية لجميع المضطهدين، إضافة إلى عدم التسامح مع أي شكل من أشكال التمييز.

وهدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون، من جانبه، طلاب جامعة كولومبيا بتعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني مما أسماه "فيروس معاداة السامية"، قائلا "في حال لم يتم احتواء هذا بسرعة، وفي حال لم يتوقف التهديد والترهيب، سيكون من اللازم استدعاء الحرس الوطني"، وهي التصريحات التي قوبلت باستهجان من قبل الطلاب.

بالموازاة مع ذلك، اتسعت رقعة الاحتجاجات في جامعات دول أخرى عبر العالم، على غرار أستراليا وكندا والهند وفرنسا ومصر وتونس، في خطوة للتضامن مع فلسطين وقطاع غزة ضد الهجمات الصهيونية.

كما انضم طلاب الجامعات الإيرانية إلى الحراك العالمي الداعم لغزة، حسب ما تناقلته وسائل إعلام محلية، مشيرة إلى أن إدارات الجامعات قامت بتعليق الدراسة لعدة ساعات، كما خرج الطلاب في مسيرات حاشدة عبر 31 محافظة، خاصة في جامعات طهران، وسط مشاركة العديد من الأساتذة والموظفين، رافعين لافتات وشعارات نددت بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة والدعم الأمريكي "اللامحدود" لها، ومطالبة بوقف الحرب والمجازر بحق الفلسطينيين.

وأعلن المشاركون وقوفهم إلى جانب الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية للتضامن مع أهالي غزة، منددين بقمع الشرطة الأمريكية هذا الحراك.

كما شهدت 3 جامعات يمنية وقفات احتجاجية دعما لقطاع غزة، وتضامنا مع الحراك الطلابي الرافض للحرب في الجامعات الأمريكية.

وذكرت وسائل إعلام يمنية أن جامعات محافظات المحويت وذمار (شمال) والبيضاء (وسط) شهدت وقفات احتجاجية "تنديدا بجرائم الكيان وتضامنا مع طلاب الجامعات الأمريكية الرافضين للعدوان على غزة".

وحسب وسائل الإعلام، اعتبر المحتجون أن "عدم سماح السلطات الأمريكية للتظاهرات السلمية في الجامعات يكشف زيف الادعاءات التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير".

فيما دعا الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا جميع مناضليه ومناضلاته وكافة طلاب التعليم العالي الوطني في العاصمة ومؤسسات الداخل، للمشاركة في الاحتجاجات المتزامنة التي ستنظم في جميع المؤسسات الجامعية.

ويواصل طلبة جامعة ملبورن الأسترالية اعتصامهم داخل حرم الجامعة لليوم الخامس تضامناً مع فلسطين، علما أن اعتصامهم دفع نائب رئيس الجامعة إلى تقديم استقالته.

 

كلمات دلالية: