سعيا لضمان إحلال الواردات وتطوير الصناعة الصيدلانية المحلية وكذا تلبية حاجيات السوق، برزت توجهات في السوق الجزائري لتطوير صناعة الأنسولين. ففي سنة 2012، وقع مخبر "نوفو نورديسك" الدنماركي عقدا مع شركة صيدال بهدف إنتاج الأنسولين على مستوى وحدة صيدال، كانت تنتج أنسولين "اينسودال" على شكل عبوات منذ سنة 2006. إلا أن المشروع لم ير النور وظل عالقا لسنوات وتم حينها استعادة سوق الصيدلية المركزية للمستشفيات والاستيراد.
وفي 2019، وقعت مذكرة تفاهم لتجسيد مشروع شراكة بين "نوفو نورديسك" وصيدال لإنجاز وحدة إنتاج الأنسولين ببوفاريك في البليدة، وتم توفير حينها الوسائل الضرورية بما فيها امتياز الأراضي، ليتم تجسيد وحدة تركيب لأقلام الأنسولين.
مشروع إنتاج الأنسولين محليا، المتوقف منذ 2012، أعلن عن تجسيده رسميا في 2022 ببوفاريك على مستوى مصنع جديد يضم وحدة متطورة لإنتاج ثلاثة أجيال من الأنسولين، مشروع شراكة جزائرية- دنماركية ممثلة في كل من صيدال ومخابر نوفو نورديسك الرائد عالميا في هذا المجال.
دفعت مخابر نوفو نورديسك إلى تشييد مصنع لإنتاج الأنسولين بقسنطينة بشراكة جزائرية متمثلة في مجمع صيدال على أساس الإنتاج قبل نهاية 2023 عبوات الأنسولين، يليها إنتاج أقلام الأنسولين، على أن يكون المعمل حاملا لكل مواصفات الجودة العالمية التي نجدها في كل معامل هذه المخابر الموجودة في الدنمارك. وفي منتصف 2022، تم تدشين أول وحدة لإنتاج قلم الأنسولين، وفي جانفي 2023 أعلن عن وحدة إنتاج أقلام الأنسولين "بيوتيرا" التابعة لمجمع "بيوكار" ودخولها في الإنتاج في 15 جانفي 2023، علما أن هذه الوحدة تعد الأولى التي تضمن إنتاجا محليا للأنسولين القابل للحقن ذي الاستخدام الواحد لمرضى السكري، علما أن سوق الأنسولين في الجزائر يمثل نحو 420 مليون أورو سنويا مع إحصاء 2.5 مليون مصاب بالسكري، وتحصي الجزائر في نهاية 2023 ثلاثة مصانع لإنتاج مختلف أنواع وأصناف الأنسولين.
وفي 15 جانفي 2024، تم إطلاق في باتنة بمعية وزارة الصناعة والصناعة الصيدلانية مشروع إنجاز مصنع لبلورات الأنسولين لمجمع صيدال، بالشراكة مع مخبر صيني لإنتاج 1500 كيلوغرام من بلورات الأنسولين التي تعد مادة أولية لإنتاج الأنسولين. وتقدر حاجيات الجزائر بنحو 500 كيلوغرام، حيث برمج فائض الإنتاج للتصدير.