يتواصل حراك الطلبة الجامعيين عبر العديد من البلدان دعما وتضامنا مع غزة، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية الصهيونية ضد سكان القطاع، وسط تجاوب كبير من الجامعات عبر العالم، إذ لا يمر يوم بدون أن تنظمّ جامعات جديدة إلى هذا الحراك، الذي بدأت شعلته في جامعة كولومبيا بنيويورك، وها هو الآن يمتد إلى كندا وأوروبا والهند وأستراليا، مع استعداد طلبة الأردن وتونس للانضمام إليه.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، قالت وسائل إعلام هناك، إنه على الرغم من اعتقال الشرطة الأمريكية أكثر من 600 طالب منذ بداية التظاهرات، لا يزال الحراك الطلابي في تصاعد مستمر داخل الجامعات، ليمتد إلى كندا، حيث أقيم اعتصام للمرة الأولى داخل جامعة ماكغيل في مدينة مونتريال.
وقال المنظمون، إنهم دخلوا في اعتصام مفتوح من أجل وقف الإبادة في غزة، كما كرروا مطالب زملائهم في الولايات المتحدة بسحب الاستثمارات المرتبطة بالكيان ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية الصهيونية. ورفع طلاب في جامعة ماكغيل، لافتة كتبت عليها عبارة "لن نسمح لجامعتنا بأن تكون شريكة في الإبادة الجماعية"، مطالبين بدعم الشعب الفلسطيني.
وأمام الحرم الجامعي في مدينة مونتريال، أقام طلاب مخيما للتعبير عن دعمهم لفلسطين، مطالبين جامعتهم بـ "إنهاء استثماراتها المالية في الشركات التي تدعم الهجمات الصهيونية على غزة"، وسط تعزيزات أمنية كبيرة خارج أسوار الحرم الجامعي.
كما دعا اتحاد الطلبة في الهند للتظاهر في الحرم الجامعي في عموم الجامعات الهندية، ضد الوحشية الإجرامية التي يمارسها الكيان في فلسطين. وكذلك يواصل طلاب في جامعات بريطانية وفرنسية وأسترالية، تنظيم احتجاجات ضد العدوان الصهيوني على غزة أسوة بزملائهم الأمريكيين.
وفي تونس، نظّم طلاب وقفات واحتجاجات، أول أمس، في عدد من الجامعات التونسية دعماً لفلسطين وللمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، بينما دعا الاتحاد العام لطلبة تونس إلى حراك جامعي اليوم الإثنين.
وفي الأردن، دعت جهات طلابية إلى التظاهر في كافة جامعات المملكة الثلاثاء لنصرة غزة وتضامناً مع انتفاضة الجامعات الأمريكية الداعمة للقضية الفلسطينية.
هذا، ويواصل طلاب من جامعة كولومبيا، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات في مدينة نيويورك، اعتصامهم لدعم الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف الإبادة في غزة.
واعتقلت الشرطة الأمريكية، أمس، المرشحة الرئاسية جيل ستاين، أثناء مشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين بجامعة واشنطن.
وقالت ستاين، المرشحة للرئاسة عن حزب الخضر، على منصة "إكس"، إن الشرطة اعتقلت أيضاً مدير حملتها جيسون كول ونائبة مدير الحملة كيلي ميريل كاير، خلال دعمهم لاحتجاج ضد علاقات الجامعة بالحرب على غزة.
وشاركت ستاين في الاحتجاج لدعم الطلاب الذين أقاموا مخيما وأعلنوا أنهم لن يغادروا حتى تنفّذ الجامعة عدة مطالب، منها الإفراج عن زملائهم ورفع العقوبات المسلّطة عليهم ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية الصهيونية.
ففي العاصمة الأمريكية واشنطن، شهد الاعتصام الطلابي المفتوح في جامعة جورج واشنطن، مشاركة واسعة مع انضمام 7 جامعات أخرى إليه من واشنطن وفرجينيا وميريلاند.
وجدد المشاركون في اليوم الرابع من الاعتصام، التأكيد على مطالبهم وعلى رأسها سحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للكيان ومقاطعتها أكاديميا.
كما وجّه أطفال فلسطينيون، أمس، رسالة "شكر وعرفان" إلى طلاب الجامعات الغربية والعربية لموقفهم التضامني مع قطاع غزة، وذلك في وقفة أقيمت في إحدى المدارس الحكومية التي تحوّلت إلى مركز نزوح في مدينة رفح جنوب القطاع.
وخلال الوقفة، رفع التلاميذ الفلسطينيون، لافتات عبّروا فيها عن شكرهم للطلاب في الجامعات الغربية مثل "شكرا لطلاب جامعة مينيسوتا على تضامنهم مع غزة"، كما كتب على لافتة أخرى "الحرب في غزة تدّمر التعليم".
هذا وأصدر تحالف أصدقاء فلسطين الدولي، بيانا أشاد فيه بانتفاضة الطلبة في العالم وخاصة في أمريكا تحت شعار "متحدون من أجل العدالة في العالم لوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ودعا البيان "الطلبة والنقابات والفعاليات في كل أنحاء العالم للتحرك لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان ضد الفلسطينيين بدعم أمريكي لا محدود".
ويثير هذا الحراك الرافض للحرب جدلا، خاصة مع محاولة الولايات المتحدة قمع "الأصوات التي تتحدث علنا ضد الممارسات الصهيونية" وفق ما يقوله الطلبة في بياناتهم.
ويرى مراقبون أن الكيان الصهيوني جد قلق من هذه الحركة الطلابية التي بدأت تحظى بتغطية إعلامية، حيث عجز اللوبي الصهيوني، هذه المرة، في تجاهل هذه الحركة بعدما غزت وسائط التواصل الإجتماعي. علما أن الكيان الصهيوني يتكل على النفوذ اليهودي في الإعلام الأمريكي كي يبقى التركيز على "إسرائيل ومعاناتها، بينما تكون تغطية معاناة الفلسطينيين في حدها الأدنى".
لهذا، فإن الحراك الطلابي "يجعل المواطن الأمريكي يسأل أسئلة لا يريدها الكيان، وأن هناك حساسية عالية تجاه تكرار كلمات فلسطين أو الفلسطينيين في الإعلام الأمريكي"، لذلك يعدّ هذا الحراك مكسبا آخر للقضية الفلسطينية.