تفاصيل شكوى "الفاف" لدى "التاس"

+ -

 

أنهى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، كامل الإجراءات الإدارية والقانونية، وأودع الطعن رسميا على مستوى محكمة التحكيم الرياضي "تاس" بلوزان السويسرية، ضد قرار هيئات "الكاف" باعتماد قميص نادي نهضة بركان المغربي وبه خريطة تغتصب فيها الأراضي الصحراوية.

وبعد جلسة عمل بين وليد صادي والأمين العام لـ"الفاف" نذير بوزناد بمحامي ثلاثة مكتب محاماة من باريس وإيطاليا وسويسرا، تم الارتكاز في الشكوى المودعة على مستوى "التاس"، بعد لقاء مع رئيسة المحكمة، على الجانب الرياضي والبُعد السياسي، حيث تم إرفاق الشكوى بعدة مواد قانونية، لـ"الكاف" و"الفيفا" وقانون بورد الدولي المشرع لقوانين كرة القدم، وتحديد المواد القانونية التي تؤكد قطعا منع ارتداء الأندية لقمص تحمل شعارات سياسية.

ولتأكيد النية المبيتة للنادي المغربي في "تسييس" مباراة في كرة القدم وتواطؤ "الكاف" أيضا، بضرب لوائحها عرض الحائط، تم إرفاق خريطة العالم المعتمدة من طرف هيئة الأمم المتحدة والتي توضح إقرارها بأن جمهورية الصحراء الغربية ليست بتراب مغربي، إنما هو بلد قائما بذاته وهو يعاني من الاستعمار، وقضيته لا تزال على طاولة الأمم المتحدة في إطار مساعي تصفية الاستعمار.

كما تم إرفاق الخريطة المعتمدة أيضا من الإتحاد الإفريقي والذي يعترف بحدود جمهورية الصحراء الغربية وبأنها أراضيها ليست مغربية، بدليل أن جمهورية الصحراء الغربية عضو مؤسس في الإتحاد الإفريقي، بينما لم يكسب المغرب عضوية الإتحاد الإفريقي إلا منذ سنوات قليلة، كون الأفارقة كانوا منضوون، في البداية، تحت لواء منظمة الوحدة الإفريقية التي كانت فيها المغرب عضو مؤسس وجمهورية الصحراء الغربية حائزة على العضوية، قبل حل تلك المنظمة واستبدالها بالإتحاد الإفريقي الذي كانت فيه الصحراء الغربية عضوا مؤسسا.

وإلى جانب موقف الإتحاد الإفريقي وهيئة الأمم المتحدة الذي يعترف بوجود تراب أو إقليم أو قُطر اسمه الصحراء الغربية وهو مغتصب من المغرب، فإن محامي "الفاف" ذهبوا إلى أبعد حد لإسقاط المزاعم المغربية، حيث تم إرفاق أيضا صورة لشعار المغرب في ملف ترشحه لاحتضان مونديال 2030، والذي به خريطة المغرب "الحقيقية"، خالية من أراضي الصحراء الغربية.

واستدل المحامون في شكواهم أيضا بعديد من القضايا المشابهة وفيها رفضت "الكاف" اعتماد القمصان لكونها تحمل شعارات سياسية، منها قمصان نادي شبيبة القبائل في نهائي كأس "الكاف" سنة 2021 بكوتونو أمام الرجاء البيضاوي المغربي، وبعد اعتراض الفريق المغربي، رغم أن شبيبة القبائل قدّم قمصان مكتوب عليها أسماء اللاعبين بالأمازيغية وهي لغة رسمية في الجزائر.. كما أن المحامون استدلوا أيضا بمنع الكاف، سنة 2019، نادي شباب قسنطينة، خلال مباراته أمام النادي الإفريقي بتونس، من ارتداء قميص بشعار مالك النادي، شركة "آبار"، بحجة أن شعار المالك يحمل خريطة الجزائر، واعتبرت "الكاف" وقتها ذلك القميص على أنه يحمل دلالات سياسية، من جهة، وبأن مجال اختصاص مالك النادي "آبار" هو نفس مجال راعي "الكاف"، وهي شركة "توتال"، وأجبرت الفريق الجزائري على وضع ملصق على شعار مالك النادي خلال المباراة.

ومن بين الوثائق المقدمة قرار صادر عن تاس لوزان في وقت سابق في قضية مشابهة، حيث فصلت التاس لصالح ناد من كومبوديا ضد الكونفدرالية الآسيوية لكرة القدم احتجاجا على السماح لناد منافس من وضع خريطة إقليم متنازع عليه، وهي قضية رافع فيها نفس مكاتب محاماة التي تعاقدت الفاف معها.

وحرصت مكاتب المحاماة أيضا على تقديم عديد من القضايا المماثلة والتي أثرت جدلا بسبب "البُعد السياسي" المنتهج من بعض الأندية وكانت "التاس" قد أنصفت أصحاب الطعون ضد تلك الممارسات وضد تجاوزات الكونفدراليات، وهو الملف الذي جعل المحامون يطمئنون ممثلي "الفاف" على أن "التاس" ستجد أمامها كل الحجج والأدلة القاطعة على أن "الكاف" داست على كل اللوائح، بما في ذلك الميثاق الأولمبي، حين سمحت لنادي نهضة بركان بارتداء قميص لها بُعد سياسي واضح.