أثار القرار الأخير الصادر عن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف" بخصوص مواجهة الدور نصف النهائي بين اتحاد الجزائر ونهضة بركان المغربي، والتي أعلنت بعدها الهيئة الكروية القارية النادي المغربي فائزا على البساط 0 – 3 استغراب وتعجب العديد من وسائل الإعلام المختصة، خاصة بعد تركيز البعض من هذه الأخيرة وفي مقدمتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" من خلال قسمها الرياضي بافريقيا "على قرار صب في مصلحة فريق لم تطأ أقدام لاعبيه أرضية الميدان، وذلك بالرغم من غياب "الظروف القاهرة"، قياسا بحيازة النادي البركاني على كل ما كان يلزمه لتنشيط تلك المباراة بما في ذلك بدلة رياضية بديلة من الطراز الرفيع كانت قد وضعت خصيصا للاعبيه في غرف تغيير ملابس النادي المغربي.
وكانت الجمارك الجزائرية قد صادرت كما هومعلوم "البدلة الرسمية" لفريق نهضة بركان بسبب حمل قمصان النادي في واجهة الصدر "خريطة وهمية" تعدى من خلالها النادي المغربي وبشكل استفزازي ومقصود كل الخطوط والأعراف السياسية بضمه لكل الأقاليم التابعة للجمهورية العربية الصحراوية الى خريطة المملكة من خلال طباعة اثارت الكثير من الجدل، باعتبار أن الفصل في القضية لم يتم بعد بشكل رسمي ونهائي، ويبقى من اختصاص هيئة الأمم المتحدة بعيدا عن "المخططات المخزنية" الدنيئة المدعومة من قوى الشر والطغيان.
وقد عنونت الـ "بي.بي.سي" "فرع إفريقيا" مقالا حمل صورة النادي المغربي ببدلته وألوانه البرتقالية بأسلوب يثير الاستغراب عندما كتبت : "نهضة بركان تفوز رغم رفضها اللعب" ، قبل أن يعود كاتب المقال ويؤكد في مقابل ذلك تواجد لاعبي اتحاد الجزائر فوق أرضية الميدان في انتظار ان يلتحق المنافس بالبساط الأخضر لتنشيط المواجهة لكن من دون ان يحدث ذلك بعد ان رفض المغاربة احتجاجا على مصادرة أطقمه من قبل مسؤولي الجمارك الجزائرية.
وأشارت الهيئة إلى الاستفزاز الكبير الذي خلفه تواجد خريطة موسعة ووهمية للمغرب على أقمصة نادي بركان باعتبارها تشمل الأراضي التابعة للجمهورية العربية الصحراوية أيضا، مما اعتبر بمثابة تعدي صارخ على القوانين الدولية بما في ذلك لوائح "كاف" صاحبة القرار الأخير المثير للجدل.
موقع عالمي يُذكِّر "الفيفا" بصرامتها ضد الانتهاكات السياسية
ونقل الموقع التابع لمجمع "دي دابليو" الإعلامي الألماني الشهير تذكير موقع "ليت بلاي أول" الذي يدعم لعب الكرة دون أيّ شعارات حقوقية أو سياسية "فيفا" بعديد مواقفها المناهضة لإدخال الشعارات السياسية في لعبة كرة القدم وذلك تبعا لما أفرزته مواجهة اتحاد العاصمة – نهضة بركان من معطيات كان للسياسة فيها الضلع الأكبر من الجانب المغربي تحديدا.وقال الموقع أنه خلال المباريات المؤهلة التي سبقت كأس العالم لكرة القدم 2018، قامت الفيفا بتأديب 20 فريقًا، ينتمون أو يمثلون 16 دولة بالإضافة إلى بلدان المملكة المتحدة، بسبب "انتهاكات تتعلق بالسياسة أثناء المباريات".
وعاد الموقع ليُذكِّر بما أقدمت عليه "فيفا" في عام 2013، حين أصدرت قرارات تأديبية بحق الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، بعد قيام بعض من لاعبي منتخب "التانغو" برفع لافتة مكتوب عليها "جزر فوكلاند أرجنتينية" قبل بداية مباراتهم الودية أمام سلوفينيا، في دلالة على نزاع مع المملكة المتحدة حول السيادة على هذه الجزر، كما عاد نفس الموقع في مقارنة غير بعيدة عما حصل في حيثيات لقاء اتحاد العاصمة – نهضة بركان ليذكر بتغريم "فيفا" للاتحاد الأيرلندي لكرة القدم عام 2016 بسبب عرضه "رمزًا سياسيًا" لشارة تحيي الذكرى المئوية للانتفاضة ضد الحكم البريطاني ، قبل ان يعود إلى حادثة وقعت ، قبل انطلاق بطولة يورو 2020، حين أمر اتحاد الكرة الأوروبي أوكرانيا بحذف شعار "المجد لأبطالنا" من القمصان بعد فصله في شكوى روسية رفعت في هذا الإطار.
ويبقى لجوء الطرف الجزائري إلى "التاس" بلوزان حاملا في طياته الكثير من الأمل لنادي "سوسطارة" وهو ما تأمله كل الجماهير الجزائرية وليس أصحاب اللونين الأسود والأحمر فقط ، قياسا بما أفرزته "خرجة" فريق لقجع من استفزازات ومن حرج كبير جدا للهيئة الإفريقية "المختطفة" كاملة.