قدّمت وزارة الثقافة ملفا كاملا إلى منظمة اليونيسكو لاعتماد "الزليج" كجزء لا يتجزأ من التراث الجزائري، وذلك لمنع كل محاولات السطو والنهب والسرقة للتراث المادي الوطني، من خلال السعي لتزوير التاريخ. وهذا الرد بالملموس تشكر عليه وزارة الثقافة حتى وإن كان من صميم واجباتها حماية صون كل التراث الجزائري المادي وغير المادي، في ظل محاولات الاعتداء عليه من قبل جار السوء والتي تجلّت بعض فصوله فيما روّجه من أكاذيب بشأن قميص الزليج للمنتخب الوطني.
وحتى وإن جاءت هذه الخطوة كرد فعل على ما أريد ترويجه بشأن "قميص الزليج للمنتخب الوطني"، غير أنه كان ذلك بمثابة رب ضرة نافعة، لأنه دفع وزارة الثقافة إلى الانتقال من رد الفعل إلى الفعل بتجهيز ملف كامل متكامل حول "الزليج كتراث جزائري" وتقديمه إلى اليونيسكو لاعتماده كتراث مادي وطني وإبعاده عن كل محاولات الاعتداء والسطو والنهب التي تزايدت في المدة الأخيرة بشكل غير مسبوق، ووصلت حتى إلى السطو على الأغاني والأطباق التي لها حقوق ملكية معروفة وقانونية ومحمية باتفاقيات دولية.
ومثلما تسبّبت حادثة "الزليج" في التشهير المجاني به، حيث أضحى مشهورا عالميا بفعل "البولميك" التي أثارها مزوّرو التاريخ حوله قبل أن تنكشف عوراتهم، فإن السيرك الذي قام به نادي أبركان لكرة القدم بشأن خريطة الأقمصة، خدم من حيث لا يدري قضية الصحراء الغربية التي أضحت معروفة حتى لدى عشاق الكرة في العالم، بعدما كانت معروفة كقضية تصفية استعمار لدى المهتمين بالسياسة والجيواستراتيجية في العالم.
لقد اعتقد مسؤولو نادي بركان المغربي، أنه بإمكانهم السطو بالرياضة على ما لم يستطع المخزن تحقيقه بالسياسة، لكنهم وجدوا أنفسهم في حكم المثل "جاء يسعى ودّر تسعة"، فهو لا نجح في ممارسة الرياضة ولا تمكّن من مجاراة السياسة ووقع في شر أعماله بسبب الخلط وعدم التفريق بينهما.
على الذين دفعوا هذا النادي لكرة القدم الذي نسي حقيقة جذوره التاريخية، للتشويش على منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، اعتقادا منهم بأنه يمكن بذلك "ليّ ذراع" الجزائر وثنيها عن الدفاع عن ثوابت مواقفها، فهو ليس واهم فحسب، بل دخل فعلا في "زنقة الهبال". ومن سوّلت له نفسه مجاراة أحلام أقلام التلوين، اعتقادا بأنه سيحرجنا أمام هذه المنافسة الكروية الإفريقية، فإن خزائن الكرة الجزائرية لها من الألقاب والكؤوس في مختلف البطولات ما يكفيها وليس من شيمها الانحناء ولا مستعدّة لبيع مبادئها، مثلما يفعل جار السوء، فقط من أجل تسجيل انتصار وهمي