38serv

+ -

ما حدث في القضية التي أثارها نادي نهضة بركان المغربي، يمكن الإقرار بأنها جريمة مكتملة الأركان .. فيها الشعب الصحراوي ضحية والكونفدرالية الإفريقية أداة الجريمة هي كرة القدم والمغربي فوزي لقجع الرأس المدبر للجريمة التي يبرز فيها الدافع وهو "الإستغلال السياسي للرياضة".

ولأن الطرف المغربي اختطف "الكاف" منذ سنوات، فإنه اليوم، في مسرحية المطار، في فصلها الثاني، ليس أمام جريمته الأولى، فالأمر يتعلق بصاحب "سوابق" مع الدوس على القوانين والمبادئ الأساسية التي ترتكز عليها الرياضة عموما، التي لا يجد الطرف المغربي حرجا في "اغتيال الساحرة"، وجعلها لعبة شعبية يتم استغلالها لأغراض سياسية ترتكز على تدويل النظرة الإستعمارية المبنية على اغتصاب الأراضي واضطهاد الشعوب، بما يتنافى مع كل اللوائح والقوانين والأعراف.

وفي سياق إصرار نادي فوزي لقجع تحديدا، دون بقية الأندية المغربية الأخرى، على المشاركة في مسابقة كروية بقميص يحمل خريطة يغتصب فيها المغرب الأراضي الصحراوية، فإن "الحالة المَرضية" للطرف المغربي ستقوده، هذه المرة، قسرا، إلى نتائج عكسية، فالسحر سينقلب حتما على الساحر، في ظل التهور غير المسبوق الذي قاد "المستعمر المغربي" إلى حالة سُكر، أو تخاله استسلم لتأثير مخدر، وقد دفع به اليوم للتواجد في موضوع تسلل حيال المبادئ الأساسية المنصوص عليها في قوانين الكاف والفيفا واللجنة الأولمبية الدولية، وجاءت واضحة في المادة الرابعة لمشرع قوانين كرة القدم "بورد"، وتقضي وجوبا بأن "الألبسة الرياضية يجب ألا تتضمن أي شعار أو كتابة أو صورة ذات طابع سياسي أو ديني أو خاص... وفي حال القيام بذلك فإن اللاعب أو الفريق، أو هما معا، يتعرضان إلى عقوبة من طرف منظم المسابقة للإتحادية المحلية أو الفيفا".

ما قامت به "الكاف"، أول أمس، عن طريق لجنة ما بين الأندية التي تشرف على المسابقات الكروية للأندية الإفريقية، باعتماد قميص نادي نهضة بركان، هو تعدّ خطير وغير مسبوق على القانون الذي يمنع استغلال كرة القدم لأغراض سياسية، بل إن رفض الهيئة الكروية القارية لقميص شبيبة القبائل في نهائي كأس "الكاف" بكوتونو أمام الرجاء البيضاوي وجَب أن يكون مقياسا لرفض قميص نهضة بركان المغربي الذي يحمل خريطة بها أراضي جمهورية الصحراء الغربية منسوبة عنوة وزورا واغتصابا للمغرب، رغم أن الأمر يتعلق بدولة ذات سيادة وهي ترافع على مستوى هيئة الأمم المتحدة لإخراج المستعمر المغربي من أراضيها.

ورغم أن قرار "الكاف" غير قانوني ويبرز بوضوح بأنها أضحت "هيئة مختطَفة" مع سبق الإصرار والترصد، فإن الطرف الجزائري، وعن طريق "الفاف"، رفض الزج بالأندية الجزائرية في قضايا سياسية أو دفعها إلى الدوس على المبادئ الأساسية للرياضة، وقد تجلى ذلك في منع دخول الألبسة الرياضية لنادي نهضة بركان بتلك الخريطة المزورة، وتم حجز "قمصان العار"، فيما قامت هيئة رئيس "الفاف" وليد صادي بتنبيه "الكاف" مسبقا على أنها ارتكبت خطأ جسيما باعتماد ذلك القميص في دور مجموعات كأس الكونفدرالية.

وبدا واضحا بأن "المخطط المغربي" جاء، هذه المرة، فاقد للدراسة العميقة ولكل التداعيات المحتملة، كون "الرفض الجزائري"، لم يُحرج "الكاف" فحسب، إنما وجّه "صفعة" قوية لمدبري الجريمة، على أساس البُعد الدولي الذي أخذته القضية، وكشفت المغرب على حقيقته للرأي العام، خاصة وأن جرّ المغرب للهيئة الكروية القارية نحو المحظور، في غياب ردة فعل من رئيسها، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، يقطع الشك باليقين بأن "الكاف" أضحت اليوم تحت سيطرة "عصابة" هي بصدد ضرب مصداقيتها، بل واقتلاعها من الجذور، بما يستدعي تدخل سريع لوضع حد للمهزلة المغربية.

فضيحة المغربي فوزي لقجع، صاحب السوابق، هي بمثابة قطرة أفاضت كأس فضائح بالجملة، تكفي لانتفاضة إفريقية حقيقية تعيد للقارة السمراء هيبتها ومصداقيتها، وتضمن لها تلك الشهادة الدولية بأنها قارة لا يمكن لها بأي حال من الأحوال تزكية "اغتصاب" الأراضي" واضطهاد الشعوب.