38serv

+ -

6 أشهر والأقنعة تتساقط كما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف، آخر ورقة أسقطها صمود الشعب الفلسطيني باعلان واشنطن استعمالها حق الفيتو ضد أي مشروع قرار بمجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين.

مشروع القرار الذي تقدمت به مرة أخرى الجزائر، عرى واشنطن أمام الرأي العام الدولي، هذه الأخيرة وعلى لسان مسؤوليها باختلاف مستوياتهم من عجوز البيت الأبيض، بايدن، إلى كاتب الدولة أنتوني بلينكن مرورا بالمدعو كيربي ظلت منذ بداية العدوان على غزة تؤكد أن الحل هو قيام دولة فلسطين، لكن لما حان وقت عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة عارضت باستعمال حق الفيتو الجائر.

رفض واشنطن السماح لفلسطين باكتساب كامل الحقوق في الهيئة الأممية يتناغم مع رفض حكومة الكيان الرافضة لأي حل سياسي حتى ولو كان مجحفا في حق الفلسطينيين.

ويظهر أيضا مدى نفاق الإدارة الأمريكية والغرب عموما، فتصريحات بايدن التي أصر فيها على حل الدولتين لا تعد ولا تحصى خلال الأشهر الأخيرة، لكن مشروع القرار الجزائري جعلها تظهر وجهها القبيح المؤيد للابادة في غزة ومشاركتها الفعلية في ذلك.

وعلى ما يبدو نعيش أسبوع النفاق والكيل بمكيالين بطريقة مفضوحة فلما ردت إيران على قصف قنصليتها في دمشق سمي "هجوما" ولقي تنديدا واسعا، لم نسمع شيء يشبهه لما قصف الكيان القنصلية المحمية بالمواثيق الدولية.. طوفان الأقصى مسح كل المساحيق عن الأوجه القبيحة.