38serv
أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها العنيفة ضد قطاع غزة، خاصة منطقة الوسط التي تشن فيها عملية برية منذ أسبوع، كما نفذت عملية توغل جديدة في مناطق شمال القطاع، ما أدى إلى ارتقاء المزيد من الشهداء، بينما عاد الجيش الصهيوني مجددا إلى استهداف المدنيين الذين يحاولون العودة إلى منازلهم في مدينة غزة والمناطق الشمالية، مرتكبا 7 مجازر جديدة خلال 24 ساعة.
استهل جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، حرب الإبادة التي يشنها على غزة منذ أكثر من ستة أشهر، بقصف محيط المستشفى الأوروبي وأراضٍ زراعية في خان يونس جنوبي القطاع، كما استهدفت مدفعية الاحتلال جنوب شرق مدينة غزة، فيما استمر القصف الجوي والمدفعي العنيف لمخيم النصيرات وسط القطاع، خاصة المناطق الشمالية من المخيم، التي ينفذ فيها جيش الاحتلال عملية برية منذ أسبوع. وقال شهود عيان إن القصف الجوي والمدفعي تصاعد بشكل مكثف منذ ليل الأحد، حيث سمعت أصوات انفجارات ضخمة على مدار الساعة. وأكد أحد الشهود أن القصف تشارك فيه طائرات من كافة الأنواع، فيما أطلق جيش الاحتلال في سماء المخيم الكثير من الطائرات المسيرة عن طريق التحكم عن بعد من نوع "كواد كابتر" التي تطلق النار على المواطنين خاصة في المناطق القريبة من التوغل، ما أدى إلى سقوط ضحايا.
وقال سكان من منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات إن الوضع هناك بات كساحة حرب وإن الكثير من منازل ومباني تلك المنطقة قد سويت بالأرض جراء الاستهداف العنيف لجيش الاحتلال، حيث أجبر الهجوم البري لجيش الاحتلال غالبية سكان منطقة المخيم الجديد وكذلك أهالي منطقة الدعوة وشمالي منطقة المفتي على الرحيل القسري.
ومن جديد حال جيش الاحتلال دون عودة حشود كبيرة من النازحين إلى مناطق سكناهم في مدينة غزة والشمال، بعد أن انتقلوا منذ أكثر من ستة أشهر إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، إذ حاول هؤلاء التقدم عبر الطريق الساحلي، كما حدث يوم الأحد الماضي، غير أن قوات الاحتلال أطلقت النار صوبهم عند اقترابهم من منطقة الخط الفاصل الذي يقسم القطاع إلى قسمين، واحد في الشمال وآخر في الجنوب، ويقع شمال المنطقة الوسطى، علما أن مصادر إعلامية ذكرت أن طفلة استشهدت برصاص جيش الاحتلال خلال محاولتها العودة مع أسرتها عبر الطريق الساحلي، لتلتحق بخمسة آخرين استشهدوا في اليوم الأول.
نتنياهو يؤجل موعد اجتياح رفح
وفي السياق أصيب عدد من المواطنين، بعد استهداف طائرات الاحتلال الحربية محيط المستشفى الأوروبي جنوب القطاع، الأمر الذي جاء تزامنا مع تزايد التخوفات من هجوم بري إسرائيلي قريب يستهدف مدينة رفح، بعد إعلان جيش الاحتلال عن تجنيد لواءي احتيا بعد أيام من سحبه عددا من الألوية المقاتلة في القطاع.
غير أن وسائل إعلام عبرية قالت إن رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرر إرجاء موعد كان محددا لتنفيذ عملية برية واجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، حيث ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الموعد تأجل في هذه المرحلة، بعدما كان نتنياهو قد قال الأسبوع الماضي إنه تم تحديد موعد لتنفيذ عملية برية في رفح من أجل "استكمال القضاء على كتائب حماس المتبقية" وتحقيق ما وصفه بالنصر المطلق في الحرب.
وكانت مسألة الاجتياح البري الصهيوني لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة قد أثارت الكثير من ردود الفعل المنددة للخطوة التي وصفتها الكثير من الأطراف الدولية والأممية بالخطيرة والتي من شأنها أن تؤدي إلى مجازر دموية أكبر بكثير من المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال عدوانه على غزة في الأشهر الستة الماضية، نظرا لكونها تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني فروا من القصف الهمجي في باقي مناطق القطاع، وبأمر من الجيش الصهيوني نفسه، على اعتبار أن المنطقة كانت آمنة، إلا أنها تعرضت فيما بعد إلى القصف عدة مرات.
تدهور حالة الأسرى الفلسطينيين بسبب التعذيب والتنكيل
من جهة أخرى، قامت قوات الاحتلال بالإفراج عن 150 أسيرا كانت قد اعتقلتهم من مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال الفترة الماضية، حيث جرى إطلاق سراح هؤلاء من معبر كرم أبو سالم، ليتم تحويل سبعة منهم إلى مستشفى النجار في مدينة رفح لتلقي العلاج بسبب سوء أوضاعهم الصحية.
وبهذا الشأن، قال جهاز الدفاع المدني بغزة إن الأوضاع الصحية والإنسانية للأسرى، الذين أفرجت عنهم قوات الاحتلال، صعبة للغاية، إذ إنهم تعرضوا لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، وحث المؤسسات الدولية والأممية على الضغط على دولة الاحتلال لإرسال كشوفات المختطفين وأكد أن هناك مئات المناشدات لمواطنين يريدون معرفة مصير ذويهم المفقودين والمختطفين.
وفي السياق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن عودة العمل في مستشفى "الأمل" التابع لها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بشكل جزئي، وذكرت في بيان أصدرته أن العمل في المستشفى يقتصر على قسم الاستقبال والطوارئ فقط، فيما يتعذر تشغيل باقي الأقسام، نظرا لحجم الأضرار الجسيمة التي لحقت به عقب اقتحام قوات الاحتلال لمرافقه.
ولاتزال مأساة سكان قطاع غزة، خاصة سكان مناطق الشمال، متواصلة جراء نقص الإمدادات الغذائية، التي تهدد بتوسع نطاق المجاعة التي أدت إلى وفاة عدد من المواطنين خلال الفترة الماضية، غالبيتهم من الأطفال، في ظل استمرار الاحتلال في التضييق على دخول المساعدات.