خلفت التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية ورقلة مساء أمس والتي تواصلت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، مشاهد مزرية بعدما غمرت مياه الأمطار الطرقات بوسط المدينة مشكلة بركا، بينما سجلت مصالح الحماية المدنية تدخلات استعجالية بعدد من التجمعات السكانية، كما شكلت السلطات المحلية خلية أزمة مبكرة لاحتواء الوضع.
عاش قاطنو السكنات الهشة في عدد من الأحياء الشعبية بورقلة يوم أمس، أوقاتا صعبة بعدما غمرت مياه الأمطار منازلهم مما اضطرهم إلى إخلائها خوفا من انهيارها كما حدث لأحد البيوت بحي سعيد الشرقية الذي هوى سقف غرفة منه ولحسن الحظ لم ينجم عن الحادث أي إصابة لدى ساكنيه.
وقالت مصالح الحماية المدنية أن فرقها قامت بتدخلات استعجالية من أجل امتصاص المياه التي تسربت إلى داخل المنازل عبر عدد من الأحياء السكنية منها حي بني ثور الذي سجلت به عمليات لشفط المياه التي غمرت ثلاثة مساكن .
كما تمكنت نفس المصالح من امتصاص المياه الراكدة عبر بعض الطرقات ببلدية الرويسات مستعملة شاحنات ذات صهريج ومعدات لامتصاص المياه المتجمعة، في حين تدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية بحاسي مسعود على الساعة السادسة من صباح السبت، لإخماد حريق نشب بالمنطقة الصناعية بعوشي .
من جهتها مصالح الديوان الوطني للتطهير، انخرطت بدورها في الجهود الرامية إلى احتواء مخلفات الأمطار، حيث وضعت شاحناتها في حالة تأهب قصوى منذ هطول الأمطار في ساعات الأولى ، إذ أسهمت تدخلات أعوانه في إزالة المياه الراكدة عبر عدد من النقاط والمواقع التي عرفت فيها ارتفاعا في منسوب المياه .
ورغم أن السلطات المحلية بولاية ورقلة استبقت الأمور وأخذت احتياطاتها من خلال تفعيل خلية الأزمة المعنية بالتدخل ضد الفيضانات، إلا أن الأمطار التي تساقطت كشفت عيوب البنية التحتية وسياسة البريكولاج المنتهجة في إنجاز المشاريع .
وفضحت الصور التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، الاختلالات وكذا التقصير الحاصل في إنجاز بالوعات أو مشاعب خاصة بتصريف المياه عبر الطرقات، حيث وجهت تعليقات المواطنين انتقادات للسلطات الوصية لعدم أخذ احتياطاتها لهكذا أزمات، معتبرين أنه من غير المعقول أن تصرف الملايير على مشاريع سرعان ما تتكشف عيوبها بمجرد سقوط زخات من المطر .