أوضح المختص الاجتماعي كمال العيادي، خلال حديثه مع "الخبر"، أن بعض الجمعيات بالتنسيق مع السلطات المحلية على مستوى البلديات تملأ شبكات التواصل الاجتماعي ومختلف المواقع الافتراضية وفي مقدمتها "الفايسبوك" بموائد ضخمة تمتد في الشارع تحت مسمى "إفطار جماعي"، حيث يتقاسم الوافدون صورا لموائد باتت تطرح الكثير من الجدل حول جدواها وأغراضها ومدى الاستفادة منها، في الوقت الذي تعاني الكثير من العائلات الجزائرية لإِعداد مائدة فطور لائقة نظرا لأسباب اقتصادية.
وأضاف محدثنا أنه وبسبب هذه التصرفات بات العديد من المواطنين يدعون للكف عن هذه البهرجة التي تعمق مشاعر الاحتياج لدى العديد من الأُسر، لاسيما أن تلك الجمعيات بإمكانها التواصل مع الفقراء وتقديم لهم مختلف المساعدات اللازمة بشكل مباشر وفي سرية وستر تام، خاصة أن الكثير من الأُسر اعتبرت عملية الإفطار الجماعي في الشوارع أمام شاشات التلفزيون شكلا من أشكال العنف الافتراضي والرقمي لما تحمله من آثار سلبية نفسية واجتماعية على العائلات المعوزة ولما تحتويه من تبذير وبذخ وإسراف غير مبرر.
وأردف العيادي أن عملية الإفطار الجماعي في الشوارع تتضمن مفهوما خاطئا لعملية التضامن الاجتماعي مع الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر المبارك، لأن المساعدات المتاحة والمقدمة في الموائد لا تصل إلى تلك الفئات المعوزة رغم محاولة تلك الجمعيات إيصالها بشكل مشوه أو مبتور، لأن غالبية المستفيدين منها من الفئات غير المعوزة ماديا بقدر ما هي معوزة دعائيا وإعلاميا لتلميع صورها في الواقع والمواقع، وهي تسعى بهذا الأسلوب الاحتيالي إلى رفع نسبة المشاهدات لحساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الخصوص، دعا المختص الاجتماعي تلك الجمعيات ومن يقف وراءها من ولاة ورؤساء بلديات إلى تفادي هذا النهج والأسلوب في نقل موائد الإفطار عبر مواقع التواصل الاجتماعي والترويج لها لأغراض دعائية، والعمل على دعم الأُسر الفقيرة في سرية وستر وكرامة وشرف بعيدا عن قصص المواقع وكاميرات الهواتف الذكية وشاشات التلفزيون.