احتل نابليون بونابارت مالطا سنة 1798 ودمرها تدميرا لم يسبق أن عرفته أوروبا في تلك الفترة، ليأتي الاحتلال البريطاني سنة 1800 فيقوم بطرد الفرنسيين وسمح بعودة سكان مالطا الأصليون الذين فروا إلى صقلية فقالوا المثل المشهور إلى غاية اليوم "بعد خراب مالطا..".
ما يكون قاله بايدن في مكالمة هاتفية مع النتن أمس يؤسس لمثل جديد "بعد خراب غزة.."، الإدارة الشريك الأساسي في أول إبادة في التاريخ تنقل على الهواء مباشرة، تكون قد غيّرت اللهجة مع حكومة الاحتلال النازي في انتظار أن يترجم هذا التحول المزعوم على أرض الواقع.
لكن تعودنا خلال الـ 6 أشهر الأخيرة من إدارة بايدن التلاعب بعبارات "نشعر بالحزن لما يعيشه سكان غزة"، "قلنا للإسرائيليين كذا وكذا.." لكنها هي نفس الإدارة التي تمد هذا الكيان بالسلاح الذي يقتل به الأبرياء.
من جهة أخرى الضغوط الأمريكية الجديدة المزعومة على النتن، لم تحركها فضاعة ما يحدث بغزة أين أصبحت جثث الأطفال في الشوارع تنهشها الكلاب الضالة، بل وفاة متطوعي جمعية "المطبخ العالمي" البيض وما أحدثته من صدمة في بلدانهم الأصلية، بريطانيا وبولندا وأستراليا، فيمكن الجزم أنه لو وفاة هؤلاء لما سمعنا ما سمعناه أمس من تسريبات حول مكالمة صاخبة بين بايدن والنتن، فعشرات الآلاف من الموتى الفلسطينيين لا يساوون شيئا أمام 7 ضحايا من البيض.