38serv
انتقل الكيان الصهيوني إلى مرحلة جديدة في حربه ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي وضعها نصب عينيه بهدف تفكيكها، حيث تقدم بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة لحلها واستبدالها بمنظمة أممية أخرى، فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف محاولات طرد الوكالة من غزة.
ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أكدت فيه أن "إسرائيل قدمت مقترحا إلى الأمم المتحدة لتفكيك "أونروا" وكالتها في المناطق الفلسطينية ونقل فريقها إلى وكالة بديلة لكي تقوم بإيصال شحنات الطعام، وعلى قاعدة واسعة إلى غزة، وذلك حسب مصادر في الأمم المتحدة".
وقدم المقترح رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتزل هاليفي، لمسؤولي الأمم المتحدة في الكيان الأسبوع الماضي، الذين قاموا بتحويله إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش.
وترفض دولة الاحتلال التعامل مع "الأونروا" على خلفية مزاعم مشاركة موظفين بها في عملية السابع أكتوبر، لكن إلى حد الآن لم تقدم ولا دليلا يدين المتهمين. وكانت عدة دول قد استأنفت تمويل الوكالة بعد تعليقه عندما تبين لها أن الكيان لا يقدم أي دلائل تؤكد مزاعمه. ورفض الكيان التعامل مع "الأونروا" بعد تراجع عدة دول غربية عن قرار تعليق المساعدات المالية عرقل بشكل كبير دخول المساعدات وتوزيعها على الفلسطينيين بغزة المحاصرة.
وتؤكد دولة الاحتلال، حسب المقترح الذي قدمته للأمم المتحدة، أنها مستعدة لإدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة وأن العامل المحدد أمام القيام بهذا هو قدرة الأمم المتحدة، مع أن قرارها عدم التعامل مع الأونروا يؤثر، وبشكل كبير، على هذه القدرة.
وبناء على الشروط المقدمة الأسبوع الماضي، سيتم نقل ما بين 300- 400 موظف في "الأونروا" إلى واحدة من مؤسسات الأمم المتحدة، مثل برنامج الغذاء العالمي أو منظمة تقام خصيصا لتوزيع الطعام في غزة. أما بقية الموظفين في الوكالة فسيتم نقلهم على مراحل، ومن ثم تحويل أرصدتها.
ولم تقدم إسرائيل تفاصيل عن المقترح ولم تجب على أي من أسئلة تتعلق بمن سيدير الخطة الجديدة أو من سيوفر الأمن لقوافل الإغاثة.
ويرى مسؤولون في الأمم المتحدة أن الخطة الإسرائيلية هي محاولة لإظهار الأونروا وكأنها العائق أمام وصول المساعدات وأنها لا تريد التعاون في حال ما إذا استحكمت المجاعة في غزة.
وتعلق الصحيفة بأن "أونروا"، التي تقدّم الخدمات للفلسطينيين منذ عام 1950، تم تجاهلها في النقاشات، مع أنها أكبر لاعب في الخدمات الإنسانية في المناطق الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة قوله: "لو سمحنا بهذا، فهذا منزلق يجعل إسرائيل تديرنا مباشرة، والأمم المتحدة متواطئة في تدمير "أونروا" التي ليست فقط أكبر مزود للإغاثة الإنسانية، بل ومعقل مكافحة التطرف في غزة"، مضيفا: "سنكون طرفا في الكثير من الأجندات السياسية لو سمحنا بهذا".
وتقول الصحيفة إنه خلف الأضواء في الأمم المتحدة، دعمت الولايات المتحدة الجهد الإسرائيلي لتفكيك مهام "أونروا"، لكن هذه الجهود واجهت مقاومة من الدول المانحة وغويتريش الذي قدم دعمه الكامل لها، حسب دبلوماسيين.
وفي زيارة لمخيم لاجئين بالأردن، الأسبوع الماضي، قال الأمين العام: "علينا القيام بكل جهد لإبقاء الخدمات الفريدة التي تقدّمها الأونروا، لأننا نبقي على الأمل متدفقا"، مضيفا أنه "من القسوة بمكان، وغير المفهوم وقف خدمات أونروا للفلسطينيين".
من جهته طالب نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، بوقف "محاولات طرد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من قطاع غزة، لأن المساعدة لا يمكن تقديمها دونها".
وكتب غريفث على حسابه في منصة "إكس": "يجب أن تتوقف محاولات إزاحة الأونروا.. الأونروا هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة. وأي محاولة لتوزيع المساعدات من دونها محكوم عليها بالفشل".
وأشار إلى أنه لا توجد وكالة أخرى تتمتع "بالقدرة على الوصول والخبرة وثقة المجتمع" المطلوبة للوظيفة.
وتشن دولة الاحتلال حربا مفتوحة ضد وكالة "الأونروا" لأنها الوكالة التي تعطي صفة لاجئ للفلسطينيين، وهي الصفة التي تريد أن تنزعها عنهم دولة الاحتلال بهدف إسقاط الوضع السياسي للاجئين وجعلهم كباقي المهاجرين عبر العالم، وبالتالي إسقاط حقوقهم في العودة إلى أرضهم التاريخية، من هذا المنطلق يعمل الكيان بكل الطرق لتفكيك هذه الوكالة وتعويضها بوكالة أخرى، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.