حققت المعارضة التركية، أمس الأحد، انتصارا كبيرا في الانتخابات البلدية في أنحاء البلاد مع الحفاظ على إسطنبول وأنقرة، على حساب حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. فيما يرى مراقبون أن المعارضة "ألحقت أكبر هزيمة في مسيرة أردوغان".
أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التركية، وقال إن نتائج الانتخابات "تشكل منعطفا" بالنسبة لحزبه الحاكم منذ عقدين.
وقال أردوغان، في خطاب ألقاه من شرفة المقر الرئيسي للحزب الحاكم في أنقرة، إن حزب العدالة والتنمية لم يحصل على ما كان يأمله من الانتخابات المحلية التي جرت أمس الأحد.
وبعد أن شدد على احترام حزبه لما أفرزته الصناديق والتزامه بالديمقراطية، أضاف أن هذه الانتخابات ليست نهاية الطريق لكنها نقطة تحول تستدعي تقييم المرحلة السابقة.
وتعهد الرئيس التركي بتحليل نتائج الاقتراع، وأكد أن حزبه سيجري بكل شفافية وشجاعة النقد الذاتي ويعمل على إصلاح الأخطاء.
وأظهرت نتائج الانتخابات بعد فرز صناديق الاقتراع بمختلف مناطق تركيا البالغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، تقدم حزب الشعب الجمهوري على حساب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.
وأعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، فوزه بولاية جديدة في البلدية التي يترأسها منذ عام 2019.
وقال لأنصاره الذين كانوا يحتفلون بفوزه "غدا ربيع جديد لبلادنا".
وينظر لإمام أوغلو (52 عاما) على أنه المنافس الأبرز لحزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2028. ويتوقع مراقبون أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسة بين أوغلو وأردوغان اللذين ينحدران من منطقة البحر الأسود.
كما أعلن رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش -الذي ينتمي أيضا لحزب الشعب الجمهوري- فوزه بولاية جديدة في الانتخابات.
وتقدم مرشحو المعارضة في المدن التركية الثلاث الكبرى (إسطنبول وأنقرة وإزمير) بعد فرز 99% من الأصوات في الانتخابات البلدية.
وفي عموم الولايات التركية حصل حزب الشعب الجمهوري على 37.7% بعد فرز 99.8% من الأصوات.
وحصل حزب العدالة والتنمية الحاكم على 35.4%، في حين حصل حليفه حزب الحركة القومية على 4.9%.
أما حزب الرفاه الجديد فقد حصل على 6.1% وحزب الشعوب الديمقراطي على 5.6% وحزب الجيد على 3.7%.
وقال الأستاذ في جامعة سابانجي برك إيسين إن حزب الشعب الجمهوري "ألحق أكبر هزيمة في مسيرة أردوغان".
وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي "رغم عدم تكافؤ قواعد اللعبة خسر مرشحو الحكومة حتى في معاقل محافظة. هذه أفضل نتائج لحزب الشعب الجمهوري منذ انتخابات 1977".
وكان أردوغان (سبعون عاما) أكد بداية مارس أن الانتخابات البلدية ستكون "الأخيرة" بالنسبة إليه، ملمحا إلى أنه سيغادر الحكم في 2028، إلا إذا تم تعديل الدستور ليتاح له الترشح مجددا.