رشيد بوشارب يقدم مفهومه الخاص حول الإسلام

قدم المخرج رشيد بوشارب، أمس، العرض الأول في الجزائر لفيلمه “طريق العدو”، بقاعة الموڤار، بحضور أبطال الفيلم الممثل الأمريكي فوريست ويتيكر، والممثلة الإنجليزية بريندا بليتين، والممثلة المكسيكية دولوريس هيريديا، والممثل الأمريكي لويس غوزمان.تجنب بوشارب تناول موضوع الإسلام بطريقة “كلاسيكية” في فيلمه “طريق العدو” المقتبس من قصة لخوسيه جيوفاني “رجلان في المدينة”، حيث يضع الفيلم القيم الإسلامية في مواجهة مبادئ دولة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ارتسمت في أحد مشاهد استقبال جندي أمريكي عائد من أفغانستان، ضمن مفهوم “العدالة والحرية”، ليتم التعامل مع الجندي على أساس أنه بطل، بينما تفشل “روحانية الإسلام” التي جسدها بوشارب في شخصية البطل ويليام غارنيت وأدى دوره الممثل فوريست ويتكير، وهو يحمل صورة للكعبة و«سبحة” لا يحسن استخدامها على الطريقة الإسلامية، وخاتما يحمل اسم “الله” وكتابا “لا يوحي أبدا أنه القرآن”، وبين قوة القانون التي جسدتها ضابطة الشرطة إيملي سميث وأدت دورها “بريندا بليثين” في أن تحقق الأمان للغارق في صراع مع الضمير، بحثا عن حياة عائلية هادئة، بعد ثماني عشرة سنة قضاها في سجون نيومكسيكو.وتحدث ويتيكر عن تجربته في الفيلم قائلا “لقد تعلمت الإسلام على يد إمام من لوس أنجلس، وتقربت كثيرا من المسلمين الجدد في الولايات المتحدة سيما ذوي الأصول الإفريقية”. واعتبر ويتيكر أن دوافع الأفارقة في الولايات المتحدة لإشهار إسلامهم يرجع إلى “قوة الديانة الإسلامية التي تعطي الإحساس بالأمان”.بينما أرجع المخرج أسباب “الابتعاد عن صورة الإسلام النمطي” في الفيلم، إلى وجود فروق جوهرية في حياة المسلمين، وهو ما فسره عبر علاقة البطل الغرامية خارج الزواج، وارتداده الملاهي، كما قال: “هناك فرق بين الدين كعقيدة وبين الحياة الخاصة للمسلمين”،حيث يحمل الإسلام، حسب الفيلم، “أبعادا روحية” أكثر منها سياسية وشكلية، وهو ما يجعل من الفيلم بعيدا عن المفهوم الذي سبق وأن تحدث عنه بوشارب بخصوص ثلاثيته الأمريكية التي أطلقها بفيلم “فقط مثل امرأة”.جدير بالذكر أن الفيلم سيتم توزيعه في السينما الجزائرية والأوروبية ابتداء من الـ6 ماي القادم، كما أن بوشارب قرر عدم العودة إلى موضوع الهجرة قبل إنجاز ثلاثة أفلام أخرى على الأقل بمواضيع مختلفة.