دمشـــق تؤكد استعــــدادها لمناقشــــة الهيــــئة الانتقـــــــالية

+ -

استأنف طرفا النزاع المسلح في سوريا الجولة الثانية من مفاوضات السلام بمقر الأمم المتحدة بجنيف السويسرية، في محاولة متجددة للتوصل إلى أرضية توافق تكون نقطة الانطلاق لإنهاء الأزمة في سوريا. وفي إجراء استباقي للحد من تبادل الاتهامات وتجاوز الخلافات العميقة بين طرفي الحوار، طالب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي وفدي الحكومة السورية والمعارضة بالتعهد بالالتزام بالحد الأدنى من التوافق والمتمثل في “سلامة ووحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب”. جاءت خطوة الإبراهيمي لتفادي تعثر المفاوضات في بدايتها على غرار ما حدث خلال الجولة الأولى بسبب اختلاف أولويات التفاوض بالنسبة لكل طرف والتي لم تتغير مع بدء الجولة الثانية، فقد جدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عشية استئناف المفاوضات أن وفد بلاده متمسك بأولوية مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب، فيما يرى الائتلاف الهيئة السياسية المعارضة الوحيدة المشاركة في المفاوضات حتمية الشروع في التفاوض على تنحي النظام وتشكيل هيئة انتقالية.ولعل الجديد في الجولة الثانية من المفاوضات تصريحات نائب وزير خارجية سوريا فيصل المقداد التي أكد فيها أن وفد بلاده لا يمانع التفاوض ومناقشة الهيئة الانتقالية شرط ألا يكون ذلك على رأس جدول أعمال المفاوضات، مشيرا أنه “لا يصح الحديث عن المرحلة الانتقالية في ظل استمرار سفك دماء الشعب السوري”، ليضيف في السياق ذاته أن “الحديث عن أي عملية سلمية في وجود الإرهاب ترف فكري”، كما شدد على رفض وفد حكومة دمشق الخضوع لما أسماه “أولويات مصطنعة”، في إشارة إلى سعي الائتلاف التطرق لموضوع الهيئة الانتقالية قبل وقف أعمال العنف.في المقابل، قام الائتلاف هو الآخر بخطوة هجومية من خلال التصريحات التي أطلقها كل من رئيس الائتلاف أحمد الجربا والمتحدث باسم الهيئة السياسية المعارضة لؤي الصافي، من خلال تقرير تقدما به إلى الوسيط الأممي شددا فيه على المجازر وجرائم الحرب التي اقترفها النظام السوري في حق المدنيين السوريين بحسب تصريحات المتحدث باسم الائتلاف، لتتجدد مرة أخرى معركة التصريحات الإعلامية. ولتفادي هذه الأجواء المشحونة قرر الابراهيمي أن تكون المفاوضات في الأيام الأولى غير مباشرة، في تأكيد على أنه سيلتقي طرفا النزاع بشكل انفرادي لتقريب وجهات النظر وإرساء أرضية فيها من الصلابة ما يسمح للطرفين بالالتقاء بعيدا عن التشنج. وكان الإبراهيمي أشار في بيان قبيل انطلاق الجولة الثانية إلى أنه يسعى لإقناع الفرقاء بضرورة التوافق على الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها والتوصل للمصالحة الوطنية في مرحلة لاحقة لتجنيب سوريا الفوضى والانقسام.ونقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن “روسيا اقترحت عقد اجتماع لمسؤولين روس وأميركيين ومن الأمم المتحدة ووفدي الحكومة والمعارضة السورية في إطار محادثات السلام في جنيف، على أن يكون الاجتماع يوم 14 من الشهر الجاري”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: