في الوقت الذي تسجل فيه حصيلة الشهداء جراء الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة أرقاما مهولة، وفي ظل ارتفاع الأصوات المنادية بوقف التعاون العسكري مع الكيان، سمح المغرب للجيش الصهيوني باختبار طائرات مسيرة جديدة على أرضه قبل استخدامها في قتل الفلسطينيين في عز العدوان على غزة.
وكشفت تقارير إعلامية بأن النظام المغربي سمح للشركة الإسرائيلية "بلوبيرد" أو "الطائر الأزرق" المتخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار، باختبار طائراتها المسيرّة الجديدة "سباي إكس" على التراب المغربي.
وأظهر شريط فيديو نشرته قناة الشركة على موقع اليوتوب، وكذا على موقعها الرسمي، عمليات اختبار لهذه الطائرة المسيرة الانتحارية. وعلى ما يبدو، فإن ذلك تم بتعاون مع القوات المسلحة المغربية، حيث يُبين الفيديو تجريب هذه الطائرات على مدرعات بلاستيكية وأخرى خارجة عن الخدمة تابعة للقوات المغربية.
وفي نفس الفيديو، حسب موقع "لكم" المغربي، تظهر تضاريس في منطقة خلاء تشبه مناطق وتضاريس في المغرب، لكن تعليقات على الفيديو في اليوتوب أثارت الانتباه إلى أنه من العيب أن يجري السماح لهذه الشركات بدخول المغرب، في الوقت الذي يتم تجويع أهل غزة فيه وممارسة إبادة جماعية عليهم، بينما نُشرت تعليقات أخرى تقول "مرحبا بكم في المغرب"، وهي تعليق لأشخاص يدعمون التطبيع مع الكيان الصهيوني وقرارات النظام المغربي وإن كانت ضد مصلحة الشعب المغربي والشعب الفلسطيني.
وتشير التقارير إلى أن الطائرة التي يجري اختبارها حاليًا، اشترى منها المغرب عددا كبيرا. ويتعلق الأمر بمسيرات "اكس سباي" من شركة "بلوبيرد" التابعة لشركة "إي أ إي" الصهيونية. وتقول تقارير إخبارية متخصصة في المجال العسكري، إن الجيش المغربي أول من يدخل هذا النوع من الطائرات في صفوفه بعد أن كشفت عليها شركة "بلوبيرد" الإسرائيلية قبل أشهر فقط.
وكان قد جرى اتفاق بين المغرب والكيان الصهيوني بإنجاز مصنع للمسيرات الانتحارية من نوع كاميكاز، في سياق التعاون الأمني والعسكري بين الطرفين.
وفي سياق رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وجهت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، رسالة إلى فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تعبّر فيها عن غضبها الشديد بعد توقيع الجامعة لشراكة مع "ماكدونالد" الداعمة لجيش الكيان الصهيوني.
وقالت الجبهة في الرسالة "إن هذه الشركة الأمريكية معروفة بدعمها للسياسة الأمريكية الإمبريالية الواضحة، وهي تبرز اليوم بدعمها الواضح والقاطع لجيش الكيان الفاشي والصهيوني".
وتوقفت الرسالة على كون "العالم كله يعيش ويشاهد مباشرة إبادة جماعية لشعب بأكمله، ولا يمكنم أن تتجاهلوا أنه لدينا حتى الآن أكثر من 31 ألف شهيد، منهم 76 بالمائة نساء وأطفال (12,000 طفل)". ودعت الجبهة رئيس الجامعة إلى المراجعة الفورية لهذا القرار المؤسف ووضع حد له، استجابة لمطالب الشعب المغربي.
وكانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قد أدانت اقتناء المغرب أقمارا اصطناعية "إسرائيلية" من طراز "أوفيك" متخصصة في مجال الرصد والتجسس، وكذا إبرام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اتفاقيات شراكة مع كل من شركة "ماكدونالدز" و"بيبسي كولا" و"كسكس داري"، وقالت إن هذه الشركات كلها تتعاون مع الاحتلال.
ويعد المغرب من الدول العربية المطبّعة التي أظهرت مواقف مخيبّة للشعب الفلسطيني، سواء قبل السابع أكتوبر أو بعد هذا التاريخ، حيث يعيش الشعب الفلسطيني حرب إبادة غير مسبوقة ويتواطأ المغرب مع الكيان إلى جانب دول عربية مطبّعة في عدوانه على غزة، إذ لم يقتصر دعم المغرب لإسرائيل بإبقاء دعمه الدبلوماسي للكيان ورفضه قطع العلاقات كتعبير عن الدعم للشعب الفلسطيني كما فعلته عدة دول في أمريكا الجنوبية، لكنه يوفّر للكيان الدعم العسكري، من خلال فتح سمائه لاختبار الطائرات بدون طيار، والتي ستستعمل في العدوان على غزة، مع العلم أن عددا كبيرا من الجنود المغاربة يحملون الجنسية الإسرائيلية يشاركون في جبهات القتال بغزة.