أكد اليوم طه دربال وزير الري أن لجوء الدولة إلى انجاز محطات تصفية المياه المستعملة بالعديد من ولايات الوطن هو قرار استراتيجي من طرف الدولة لحماية المنتوج الفلاحي.
واستهل الوزير برنامج الزيارة بالاستماع إلى عرض مفصل حول وضعية الموارد المائية وواقع الخدمة العمومية للمياه على مستوى الولاية قُدّم من طرف مدير الموارد المائية للولاية للوقوف على النقائص وإيجاد حلول لها، تُرتّب حسب جدول الأولويات، مؤكدا أن زيارته اليوم جاءت للوقوف على المشاريع الخاصة بقطاع الري، لا سيما المشاريع التنموية المتعلقة بالخدمة العمومية للماء الشروب خاصة ونحن على أعتاب استقبال شهر رمضان المعظم وبالتالي شكلت هذه الزيارة فرصة لمعاينة وضعية التزود بالماء الشروب وكذا سبل ضمان استقرار هذه الخدمة، بالإضافة إلى معاينة مشاريع تخص جانب التطهير وحماية المدن من خطر الفيضانات".
وبخصوص التزود بالماء الشروب، هذه الخدمة التي عرفت تذبذبا بسبب اعتماد الولاية الكبير على المياه السطحية في التموين (سد كدية اسردون وغريب) واللذين عرفا انخفاضا محسوسا في منسوب المياه أكد الوزير أنه ولمواجهة هذه الوضعية سخرت الدولة أغلفة مالية سنة 2023 في إطار برنامج استعجالي لصالح الولاية لتمويل مشاريع هامة من شأنها تدعيم التزويد بالماء الشروب والتخفيف من وطأة الأزمة، كما تم تسجيل عمليات جديدة لسنة 2024 قصد تحسين الخدمة العمومية للماء الشروب، وعدد كبير من هذه المشاريع هي حاليا قيد الانجاز.
أما فيما يتعلق بالاعتماد على محطات التصفية قال دربال أنه يستوجب القيام بالموازاة بتحاليل دورية كإجراء احترازي مشيرا إلى أهمية هذا المورد في ظل نقص المورد المائي جراء التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
وقال دربال خلال استماعه لعرض حول واقع قطاع الموارد المائية أن ولاية المدية تحظى بالاهتمام البالغ من قبل الوزارة ببعث حلول جذرية وليست ترقيعية، مضيفا أن المشكل المالي غير مطروح وهو متكفل به، ويجب الإسراع في تسليم المشاريع لمنح مشاريع جديدة، مؤكدا في نفس السباق على ضرورة تضمين دفتر الشروط لقواعد صارمة تتعلق بمقاولات الانجاز مع التأكيد على ضرورة احترام الآجال التعاقدية، والإسراع في وتيرة الانجاز وفقا للتعليمات المسداة وتدعيم الورشات المقاولاتية خاصة وأن الدولة تكفلت يقول الوزير برصد المبالغ المالية لتدارك الوضع الاستثنائي الذي عاشته ولاية المدية، ما يستدعي الإسراع في تسليم المشاريع في ظل الاستثمارات المائية للخروج نهائيا من الأزمة التي تشهد انفراجا.
زيارة طه دربال وزير الري الميدانية قادته إلى معاينة محطة تصفية المياه المستعملة لواد لحرش ببلدية المدية ثم إعطاءه لإشارة انطلاق أشغال انجاز محطة تصفية المياه المستعملة بالبرواقية، بعد أن تم إزالة العراقيل التي حالت دون انجازه والتي أهمها مشكل الأرضية المحتضنة للمشروع حيث أسفرت جهود السلطات المحلية إلى إصدار قرار اقتطاع الأراضي الفلاحية وتخصيص أرضية لاحتضان المشروع الذي يتربع على مساحة 6 هكتار.
وقد تلقى الوزير دربال شروحات مفصلة عن المشروع من طرف المدير الولائي والذي يندرج في إطار تعليمات السلطات العليا للبلاد الهادفة إلى استغلال محطات التصفية في السقي الفلاحي بهدف حماية البيئة عبر تمديد المصبات النهائية لمجمعات الصرف الصحي وربطها بمحطة التصفية إلى جانب استغلال المياه المصفاة في الري الفلاحي لسقي مساحة تقدر بـ200هكتار على مستوى بلديات البرواقية، سيدي نعمان، العمارية، خمس جوامع وبوشراحيل وهي المناطق التي تشتهر بزراعة الخضروات بدرجة كبيرة.
ويضاف المشروع لجملة المشاريع المندرجة في دعم قطاع الري والفلاحة على غرار محطة تصفية المياه بواد لحرش لبلدية المدية التي هي في طور الاستغلال، أين يتم توفير 4000 م3 يوميا لصالح المزرعة النموذجية حمامو ببن شكاو لسقي 300 هكتار من الأشجار المثمرة، كما تسعى من جهتها مديرية الموارد المائية لإنجاز مصاب أخرى وربطها بالمحطة لتوسيع طاقتها خلال سنة 2024 وخلق محطات فلاحية بمساحة 250 هكتار، بالإضافة إلى محطة المعالجة بتمزقيدة بطاقة 4500 مكافئ سكاني.