38serv
أحيت ولاية قالمة، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ68 لمعركة "البسباسة" ببلدية الدهوارة، التي أبادت فيها الآلة الاستعمارية الوحشية، وفي يوم واحد، 365 مدنيا جزائريا بين شيوخ ورجال وشباب ونساء وأطفال ، الذين أحرقت جثثهم بلا رحمة في ذلك اليوم الأسود (06 مارس 1956) داخل منطقة البسباسة الجبلية الريفية المعزولة ببلدية الدهوارة بقالمة.
شارك في الوقفة التذكيرية الترحمية والي الولاية حورية عقون ورئيس المجلس الشعبي الولائي محمد عيدود بمعية السلطات المدنية والأمنية والعسكرية وممثلي الأسرة الثورية، ومنتخبي ومسؤولي بلدية الدهوارة ودائرة حمام النبائل، وبراعم الكشافة الجزائرية وناشطين جمعويين ومواطنين. وقد وقف الحضور وقفة خشوع وإجلال بمكان المجزرة الرهيبة الذي يضم النصب المخلد ومقبرة الشهداء وجداريتين بأسماء الضحايا، أين تمّ رفع الراية الوطنية وعزف النشيد الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الذين سقطوا بالمكان المعزول، في إبادة جماعية وحشية حين أحرقت جثثهم دون شفقة ولا رحمة.
وقد ألقى الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بقالمة، مسعود رقيق، كلمة لخص فيها ظروف وأطوار معركة البسباسة، مؤكدا أنها تجسد إحدى الملاحم البطولية للشعب الجزائري وجيش التحرير الوطني، كما أنها شاهد على أبشع المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، موضحا بأن الوحشية الاستعمارية ضد السكان العزل جاءت بعد الضربة الموجعة التي وجهها جيش التحرير لفرنسا عشية المجزرة المعركة، بعدما تمكن 80 عسكري من الجزائريين الذين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي ضمن كتيبة تقع بين سوق أهراس ومدينة خميسة الأثرية بذات الولاية، من الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بالتنسيق مع مجاهدي المنطقة المدعمين بعشرين مسبلا، مثلما أضاف.
وقد تمكن المجاهدون ومن بينهم العسكريون في الكتيبة الفرنسية الملتحقون بجيش التحرير الوطني، حسب السيد رقيق، نقلا عن شهادات لمجاهدين، من الاستيلاء على أسلحة وذخيرة حربية هامة تتمثل في 05 مدافع هاون ومدفعي بازوكا ومائة (100) بندقية حربية، وحوالي 50 رشاشا من مختلف الأنواع وعدد هائل من المسدسات والذخائر، إضافة إلى 12 مذياع استقبال وأجهزة إرسال محمولة على الظهر و6 أجهزة إرسال واستقبال.
الغنائم سالفة الذكر، كما جاء في كلمة أمين عام منظمة المجاهدين بالولاية، دفعت بجيش الاحتلال الفرنسي، في الصباح الموالي، إلى شن عملية تمشيط واسعة استعمل فيها 27 طائرة، 15 منها مروحية، وقام خلالها بقنبلة كل المشاتي التي لجأ إليها المجاهدون كما استغل رجوع الأهالي من سوق حمام النبائل ليجمعهم في مشتة البسباسة ويبيدهم بطريقة وحشية همجية، لا تزال تتناقل على ألسنة المجاهدين وأهالي المنطقة الأبرياء العزّل.
وعلى هامش إحياء ذكرى معركة البسباسة، أعطت والي الولاية إشارة تشغيل مشروع للربط بالشبكة الكهربائية لفائدة 30 عائلة، والانطلاق في أشغال إنجاز مشروع ملعب جواري لفائدة تلاميذ مدرسة محمد سهايلية بالمنطقة، كما وعدت سكان المنطقة بتسوية بعض الانشغالات المتعلقة بحياتهم اليومية، على غرار الطريق الرابطة بين المنطقة وليت مركز البلدية، وقتها العلاج والربط بغاز المدينة، وذلك حسب الأولويات مثلما صرحت في تصريح صحفي على هامش إعطاء إشارة الانطلاق في مشروع ملعب جواري.