حوار مع الإعلامي والخبير كريم زريبي

+ -

أكد كريم زريبي، النائب الأوروبي السابق والخبير في الاستشارات والاتصال والعلاقات العامة، أن مسعى إنشاء المجلس العالمي للجزائريين يهدف إلى الجمع بين مهارات وكفاءات الجالية بالخارج، موضحا أن العديد منهم من ذوي المهارات والكفاءات والخبرة الغنية التي يمكن أن تكون مفيدة للجزائر، ويحمل العديد منهم مشاريع اقتصادية وثقافية ورياضية طموحة تتطلب الدعم والمصاحبة.

             

ما هي الدوافع الرئيسية التي تقف وراء الدعوة لإنشاء المجلس العالمي للجزائريين في المهجر؟

الدافع الأول هو تعلقنا وحبنا للجزائر، بلدنا الأصلي، بلد آبائنا وأجدادنا. أما الدافع الثاني فيأتي من خطابات الرئيس عبد المجيد تبون ومناشداته المتكررة للمغتربين حتى نستثمر في المشروع الطموح للجزائر الجديدة. لقد أصغينا إلى نداءاته الموجهة إلى كل أبناء الجزائر والتي تعنينا. لقد كنا حساسين وتأثرنا برغبة وإرادة الرئيس في أن يضع ثقته فينا وبناء هذه الجزائر الجديدة مع جزائريي الداخل في الجزائر والجزائريين من الجالية في الخارج.

وأخيرا، وخلال السنوات الأخيرة، شعرت بحماس قوي جدا من جانب المغتربين للمساهمة في التنمية الاقتصادية في الجزائر لأنني أود أن أذكركم بأن بلدنا الأصلي يتمتع بإمكانيات وقدرات استثنائية، لكل هذه الأسباب بدا لي طبيعيا أن أقترح على الجالية مشروعا ذا بعد عالمي لخدمة الجزائر.

 

هل يمكن التعرف على الأهداف الرئيسية لهذا المجلس وكيف تأملون في تحقيقها؟

نريد أولا أن نجمع بين مهارات وكفاءات الجالية بالخارج المقيمة والتي تتألق في كل مكان على المستوى الدولي وكذا إنشاء شبكة قوية وأخوية وفعالة. ونرغب بعد ذلك في إنشاء مكتب استقبال في الجزائر العاصمة للمجلس العالمي للجالية الجزائرية بالخارج (CMDA) من أجل توجيه حاملي المشاريع الاقتصادية والأكاديمية أو الجامعية والثقافية لتوجيههم ودعمهم ومرافقتهم على أفضل وجه ممكن، حيث سنسهل إجراءاتهم وكذلك بحثهم عن التمويل حتى تؤتي المشاريع أكلها ويتم تجسيدها بهدف توفير فرص العمل والإنتاج في الجزائر.

وأخيرا، سننظم ثلاث تظاهرات كبرى كل عام في باريس والجزائر وبروكسل للترويج لجزائر غير معروفة، جزائر تتحرك وتمضي قدما بفضل المتعاملين الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين بشكل خاص ولكن أيضا بفضل الشركات العمومية الكبرى. لقد كان من الضروري أن ينظم المغتربون أنفسهم وأن ينشئوا شبكة قوية وأن يصبحوا ضروريين أينما كانوا مقيمين مع البقاء مفيدين للجزائر. من السهل اليوم أن نرى أن العلاقات الدبلوماسية يجب أن تكون مصحوبة بإستراتيجية القوة الناعمة وهياكل الضغط (اللوبيينغ) المجتمعية التي تمثل أدوات ضغط أساسية إلى جانب الدبلوماسية المؤسسية الكلاسيكية التي يجب أن تستمر ولكنها لا يمكن أن تكون أداة التأثير الوحيدة في عالم مفتوح ومترابط. سوف يدافع المجلس العالمي للجزائريين في المهجر عن المصالح العادلة ويعيد ترسيخ الحقائق في وجه أولئك الذين يهاجمون الجزائر أو يشوهون سمعتها ظلما.

 

ما هي أبرز الرهانات التي تواجه المغتربين حاليا؟ وكيف يمكن لهذا المجلس الرد عليها؟

تتكون الجالية بالمهجر من نساء ورجال ذوي خلفيات مثالية في كثير من الأحيان والعديد منهم من ذوي المهارات والكفاءات والخبرة الغنية التي يمكن أن تكون مفيدة للجزائر، كما يحمل العديد منهم مشاريع اقتصادية وثقافية ورياضية طموحة تتطلب الدعم والمصاحبة والمشورة في كثير من الأحيان من شريك جزائري. نريد بناء على ذلك أن نعمل ونبادر ضمن علاقة وثيقة مع السلطات والمواهب الجزائرية لخدمة الجزائر التي نريد أن تكون قوية، سواء في القارة الإفريقية أو في بقية العالم.

 

هل هناك دول أو مناطق في العالم سيرتكز عليها الاهتمام أكثر بقضية الجالية بالخارج؟ وكيف يخطط المجلس للعمل على المستوى العالمي؟

تتكون الجالية الجزائرية بالخارج من 6 إلى 7 ملايين شخص منتشرين حول العالم ويقيم جزء كبير منهم في فرنسا، حيث يوجد ما بين 3 إلى 4 ملايين جزائري، لكن كندا وإسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا ودول الشرق الأوسط تستقبل أيضا باقي مواطنينا الجزائريين، لذا كان من الضروري إطلاق حركة تتيح لنا أن نجتمع معا لنعرف بعضنا بعضا بشكل أفضل ونعمل معا.

 

من هم الشركاء والجهات الفاعلة الرئيسية المشاركة في إنشاء هذا المجلس العالمي وتسييره؟

إن القوة الرئيسية للمجلس العالمي للجزائريين في المهجر هي أولا النساء والرجال الذين سيشكلون الحركة، بعد ذلك سنكون قادرين على الاعتماد على دعم المجتمع المدني الجزائري، لاسيما من خلال شراكتنا مع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، وهو منظمة اقتصادية رائدة في البلاد تتكون من أطراف اقتصادية فاعلة نشطة وفعالة في القطاعين العام والخاص. وفي الأخير، سنعمل مع كل من يتصرف بروح إيجابية وبناءة خدمة للمصلحة العامة، في مقدمتها التنمية الاقتصادية للجزائر.

 

كيف تتصور تمثيل تنوع المغتربين في هذا المجلس وكيف تضمن مشاركتهم وانخراطهم؟

سنعمل بنظام الاشتراك ولكن أيضا مع نادي الشركات الشريكة مع المجلس العالمي للجزائريين في المهجر ونتعهد بالبحث عن ملفات ذات إمكانات اقتصادية وأكاديمية وثقافية قوية، لأن طموحنا هو تمثيل قيمة مضافة إلى جانب المتعاملين الجزائريين من القطاعين العام والخاص وسيتعين على الجميع تقديم خبراتهم وتجربتهم ووضع أنفسهم كقوة لتقديم المقترحات الإيجابية.

 

ما هي الإجراءات الملموسة التي يعتزم هذا المجلس اتخاذها لدعم المغتربين وتعزيز مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلدهم الأصلي؟

إن إنشاء مكتب على شكل مكتب استقبال للمغتربين الجزائريين في الجزائر العاصمة سيسمح لنا بتوجيه ودعم ومصاحبة حاملي المشاريع نحو الشركاء المناسبين من أجل تحقيق وتجسيد المشاريع الاقتصادية والثقافية والرياضية التي يقوم بها المغتربون. وسننظم أيضا مؤتمرات وفعاليات كفيلة بإبراز وتسليط الضوء على المزايا التي تتمتع بها الجزائر. وأخيرا، في مواجهة أولئك الذين يريدون إيذاء بلدنا الجميل والكبير، سنمثل ثقلا موازنا قويا لتفنيد الأكاذيب التي كثيرا ما تتكرر، خاصة في أوروبا. علاوة على ذلك، سننظم كل عام مناقشة كبرى حول الجزائر في البرلمان الأوروبي لأنه يجب على الجزائر أن تصبح الدولة الرائدة في القارة الإفريقية من أجل إقامة رابط قوي بين القارتين الأوروبية والإفريقية.

 

كيف ترى دور هذا المجلس في تعزيز الروابط بين المغتربين وبلدانهم الأصلية؟ وما هي التحديات والفرص التي ينبغي اغتنامها في هذا المجال؟

إن إنشاء شبكة عالمية يعد سابقة من نوعها لأننا ننتقل إلى ما هو أبعد من العلاقات الثنائية لننتقل إلى طموح أكبر، حيث يجب على المجلس العالمي للجالية الجزائرية أن يعزز الجالية الجزائرية المقيمة والمستقرة في الخارج ويكون مفيدا للجزائر. وسوف نواجه هذا التحدي المزدوج ونحققه.

 

ما هي التحديات والأولويات المقبلة للمجلس وكيف تخططون لمعالجتها؟

ستقام احتفالية يوم الجمعة 8 سبتمبر في باريس بحضور 400 شخص من العالم الاقتصادي والأكاديمي والثقافي، وعلى الرغم من أننا تلقينا أكثر من 1200 تسجيل إلا أنه في 4 أيام فقط كانت قدرتنا على الاستقبال مشبعة وهذا يدل على حماسة  الجالية لمبادرتنا. سنضع الأسس للحدث التأسيسي الذي سيعقد في الجزائر العاصمة نهاية أفريل بعد شهر رمضان، الذي سيتم تنظيمه بفضل شراكات قوية مع شركاء محليين وسنقوم بعد ذلك بتنفيذ برنامج عمل في خدمة الجزائر.