طوفان الأقصى.. سقطة "نيويورك تايمز"

+ -

قام الموقع المتخصص في الصحافة الاستقصائية The intercept بتعرية تحقيق نشرته يومية نيويورك تايمز الأمريكية الشهيرة نهاية شهر ديسمبر الفارط تحت عنوان "كيف استعملت حماس الاغتصاب كوسيلة حرب"، واستغل حينها باسهاب لحشد الدعم لجرائم الاحتلال في غزة.

في هذا التحقيق المزعوم، تحدثت كاتبته بإسهاب وبتفاصيل دقيقة عن اغتصاب مجاهدي حماس لعدد من النساء الصهاينة، وكان له بعد نشره صدى عالمي كبير واستغلته الدعاية الصهيونية والغربية لجلب التعاطف مع الكيان وتبرير مجازره المدوية.

لكن.. محققو موقع الصحافة الاستقصائية قاموا بفضح هذا التحقيق، وكانت البداية بكاتبته ويتعلق الأمر بـ "آنات شوارتز"، إسرائيلية وشغلت سابقا منصبا في المخابرات الصهيونية وهذا كافي ليسقط أي مصداقية لهذا التحقيق.

غير أن الأمر لا يتوقف هنا، فهذه الكاتبة هي في الأصل مخرجة للتلفزيون ولم يسبق لها أن قامت بأي تحقيق صحفي ورغم هذا كلفتها يومية نيويورك تايمز بهذا التحقيق  الحساس، وكان التعامل وفق علاقة تعاقدية مؤقتة، وهنا أيضا لم تكلف اليومية الأشهر في العالم نفسها التأكد من مواقف هذه المخرجة.

فأيام بعد السابع أكتوبر قامت آنات شوارتز بنشر تدوينات في موقع "ايكس" الأقل ما يمكن القول عنها أنها عنصرية تجاه الفلسطينيين كما شاركت وأعجبت بمناشير أخرى وصف فيها الفلسطينيون بـ "الحيوانات"، ما يسقط عنها أي حياد لاجراء تحقيق وهي قاعدة بسيطة يتعلمها طلبة الصحافة خلال السنة الأولى.. أليس كذلك يا "نيويورك تايمز"؟.

وفور انفجار الفضيحة بغد تحقيق The intercept أعلنت الجريدة الأمريكية أنها فتحت تحقيقا بخصوص المدعوة آنات شوارتز، دون أن تكون لها الشجاعة للاعتذار عن الأكاذيب الواردة في التحقيق المفبرك.

أما مضمون "التحقيق" الذي استغل لتبرير إبادة سكان غزة، فكان كله شهادات دون ذكر  مصادر معلومة حول هذه الاعتداءات الجنسية المزعومة، فكلها كانت دون ذكر أسماء الضحايا.

وذكر في "التحقيق" كله، اسم ضحية واحدة، غير أن هنا أيضا فور نشر التحقيق احتجت عائلة الفتاة مكدة أنه ليس لديهم أي إثبات أن ابنتهم تعرضت للاغتصاب أو أي نوع من الاعتداء الجنسي.

الأكيد سنكتشف مع مرور الأيام والسنين أن كل ما قيل عن ما حدث يوم السابع أكتوبر كانت مجرد أكاذيب لشرعنة إبادة شعب برمته، فكل الجرائم التي استعلت لتبرير تقتيل الفلسطينيين ظهرت أنها مجرد أكاذيب من بينها ذبح 40 رضيعا ورمي رضيع في فرن، لتضاف اليها قضية الاغتصابات.

 

كلمات دلالية: