"محاولة دول عربية لفك الحصار عن الاحتلال طعنة في ظهر المقاومة"

38serv

+ -

حمّل ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر، نادر القيسي، الدول العربية، مسؤولية الوضع الإنساني الكارثي في شمال غزة نتيجة تحركاتها الخجولة للدفع نحو إيصال المساعدات وفتح المعابر، معتبرا في حوار مع "الخبر"، "أن إنشاء بعض الأنظمة جسر بري يمد الاحتلال بالبضائع طعنة في ظهر المقاومة والشعب الفلسطيني.

             

بداية ما الذي يعثّر الجولة الراهنة من المفاوضات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى؟

موضوع المفاوضات استند إلى ورقة باريس الأولى التي كانت وجهة نظرنا في الجبهة الشعبية أنها ورقة استخباراتية بامتياز، وضعتها الاستخبارات الأمريكية والموساد بما يخدم متطلبات الولايات المتحدة والإسرائيليين. ورغم ذلك ردت المقاومة الفلسطينية في وقت قياسي على الورقة ووضعت شروطها والنقاط المهمة لتنفيذ البنود من وجهة نظر المقاومة وما يخدم الشعب الفلسطيني، وتمسكت في الملحق الذي قدّمته شرط الإنسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى، ووضعت تفاصيل مهمة لتنفيذ هذه النقاط وفق ثلاث مراحل بما يتوافق مع ورقة باريس.

وقد تفاجأ الكيان برد المقاومة بهذه الإيجابية، وللأسف تم تسليم رد المقاومة على ورقة باريس، لكن الكيان الصهيوني وواشنطن نسفوا الورقة وجاؤوا في اجتماع ثاني بورقة جديدة في باريس 2، لم ترد عليها المقاومة حتى الآن، ولكن ما تراه الفصائل أن الكيان يماطل ولا يفاوض جديا ولا نيّة له في وقف العدوان.

 

لكن هناك مواقع إسرائيلية تقول إن التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى قد يكون ممكنا بحلول يوم الاثنين المقبل كيف تعلق على ذلك؟

هذا تصريح صادر عن مجرم الحرب بايدن، وقد نفاه مكتب مجرم الحرب نتنياهو .المقاومة تهتم بشكل حثيث بموضوع الهدنة لرفع الغبن عن الشعب الفلسطيني والوصول لوقف العدوان على شعبنا، ويجب أن نلفت النظر أن من يضغط من أجل الاتفاق هو الإدارة الأمريكية لأسباب داخلية انتخابية، كما يحاول نتنياهو أن يتناغم مع الحكومة الصهيونية المتطرفة وعرقلة الوصول لاتفاق، لأن نهاية الحرب تعني محاسبته ودخوله السجن على الجرائم التي تلاحقه.

والحقيقة المرّة أن ما نشعر به أن العدوان سوف يستمر، وهناك تناغم بين الإدارة الأمريكية والكيان على استمرار الحرب والخلاف بينهما فقط حول كيفية قتل الفلسطينيين.

 

كيف تفسّر فشل المجتمع الدولي في إبعاد شبح المجاعة عن غزة ومن يتحمّل مسؤولية هذا الوضع؟

نحن في الجبهة الشعبية نحمّل برنامج الأغذية العالمية ومؤسسات الأمم المتحدة، المسؤولية عن تعليق المساعدات خاصة في شمال غزة الذي ما زال يتواجد فيه حوالي 700 ألف فلسطيني رفضوا الخروج من أرضهم رغم محاولة الكيان الغاصب بكل وسائل الإبادة تفريغ شمال غزة.

مسؤولية المؤسسات الأممية لا تلغي دور محيطنا الإقليمي، الدول العربية تتحمل المسؤولية لأنها لم تتحرك بالشكل المطلوب لفتح المعابر وإيصال المساعدات إلى أهلنا في قطاع غزة، وهنا أثمّن بعض المبادرات التي قام بها سلاح الجو الأردني بإسقاط المساعدات الذي يقودنا إلى نقطة مهمة تؤكد أنه عندما تكون هناك إرادة يمكن أن تنفّذ القرارات لإنهاء المجاعة، لكن مع الأسف الخطوات خجولة جدا.

 

مقابل شح المساعدات، هناك جسر بري يمد الاحتلال بالبضائع من الإمارات العربية المتحدة، كيف تنظرون لذلك؟

في الوقت الذي يشن فيه العدو الصهيوني حرب إبادة جماعية، تفتح بعض الأنظمة العربية حدودها البرية إلى الكيان الصهيوني المجرم، مما يؤكد تواطؤها في العدوان.

وحقيقة هناك جسر بري من قبل بعض الدول العربية لكي ينجدوا المحتل من ما قامت به القوات المسلحة اليمنية من غلق باب المندب أمام شريان اقتصاده وفك هذا الحصار عن الكيان .

نحن في الجبهة الشعبية، نطالب بوقف هذا الجسر البري قبل فتح الباب لفتح وصول المساعدات إلى شعبنا الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض عليه. وندعو الجماهير العربية إلى النزول للشارع لإجبار أنظمتها العربية على وقف هذا الجسر ومنع مضيّها بهذا الطريق الذي يوجّه طعنة لنهر الدماء التي تسيل على أرض فلسطين، كما نعتبر هذه الخطوة طعنة في ظهر المقاومة الفلسطينية.

 

وكيف تقيّم الوضع في الضفة الغربية بعد طوفان الأقصى؟

الوضع في الضفة الغربية هو هجمة كبيرة ترتقي إلى الإبادة الجماعية، فكل العمليات تؤسس لتهجير الفلسطينيين، وهنا نحيي المقاومة الموجودة في الضفة والشهداء الذين قاموا بعمليات في عمق الأراضي المحتلة التي هزت أمن الكيان.

ونشير أنه في ظل الهجمة الكبيرة على شعبنا، نحن في الجبهة الشعبية دعونا إلى تشكيل قيادة طوارئ مؤقتة من الفصائل الفلسطينية الرئيسية، وهو ما يتوافق مع ورقة الجزائر للمّ الشمل للوصول إلى الوحدة الفلسطينية.

الظرف الحالي يتطلب قيادة مؤقتة طارئة، وقد تم التشاور مع عدة فصائل فلسطينية حول هذا الموضوع. وللأسف نقولها هناك بعض الفصائل غلبت مصالحها الشخصية على المصلحة العامة .

ورقة الجزائر نصت على وجود قيادة وطنية مشكلة من الأمناء العامين من أجل إنجاز ورقة لمّ الشمل، ونؤكد أن الخروج من الأزمة يحتاج إلى الوحدة التي تتم تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية بعد تشكيل المجلس الوطني والتشريعي وانتخاب الرئاسة الفلسطينية للوصول إلى منظمة التحرير، لأنه يجب أن لا يغيب عن إخواننا في بقية الفصائل الفلسطينية أننا في مرحلة تحرير تستدعي توحيد الجهود.

 

أخيرا كيف تنظر لتحركات الجزائر في مجلس الأمن من أجل مساندة القضية الفلسطينية؟

تحرك الجزائر المشرّف في مجلس الأمن، يدل على عمق الأصالة والوطنية للشعب الجزائري حكومة وشعبا، نحيي كل التحية للدبلوماسية الجزائرية ومندوب الجزائر في الأمم المتحدة الذي ألقى كلمة قوية بعد فيتو الولايات المتحدة على مشروع القرار الجزائري. ونعلم أن هذه الحركات كلها توجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. فكل التحية إلى هذا القائد العربي الوطني الذي بقي متمسكا بثوابت أول نوفمبر والشهداء والمجاهدين الذين جلبوا الاستقلال للجزائر.

 

كلمات دلالية: