+ -

تنتظر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، اليوم، ردا نهائيا من المدرب فلاديمير بيتكوفيتش على العرض الذي قدمته له قبل أيام لتولي تدريب المنتخب الوطني خلفا للمدرب جمال بلماضي.

 وكان من المقرر أن يمنح بيتكوفيتش موافقة نهائية الإثنين الماضي، بعد مفاوضات بشأن عدة جوانب من بنود العقد، فيما أبدى المدرب بيتكوفيتش بعض التحفظات على بعض المواد وطلب، بشأن مواد أخرى، توضيحات، غير أنه أرجأ في نهاية الأمر الإعلان على قبوله الإمضاء على العقد، بناء على تحفظ جديد أبداه محاموه يتعلق بالضريبة على الدخل.

واستفسر بيتكوفيتش الاتحادية عن جزئية تتعلق بكيفية تسديد الضريبة على الراتب والبلد الواجب عليه تسديدها على مستواه، بين الجزائر وسويسرا، ليتم إبلاغه من طرف مسؤولي الفاف بأن التحفظ لا يعدو أن يكون "تحصيل حاصل"، بالنظر إلى وجود اتفاقية مع البلدان الأوروبية تسمح لمواطنيها الذين يعملون خارج بلدانهم، مثل العمل في الجزائر، تسديد الضريبة على الدخل مرة واحدة وفي البلد الذي يعمل فيه، لتضيف الاتحادية مطمئنة بيتكوفيتش أن الأمر يسهل التأكد منه في سويسرا وبأن مدربين سابقين عملوا بالجزائر لم يواجهوا إطلاقا هذا المشكل. وبعدما طلب بيتكوفيتش إمهاله يومين للتأكد من ذلك في سويسرا وتوضيح ذلك، تم الاتفاق بينه وبين وليد صادي على تقديم الرد الإيجابي اليوم، بعدما تم الاتفاق على كل تفاصيل العقد وتوضيح عدة جوانب أخرى لبنوده بما لا يترك أي مجال للتأويل.

ورغم أن وكيل أعمال بيتكوفيتش أثار خلال إحدى جلسات التفاوض عن طريق الفيديو بأن موكله كان يتقاضى في نادي بوردو 280 ألف أورو شهريا وفي منتخب سويسرا 325 ألف أورو، ونبه مسؤولي الفاف بأن آخر مدرب لمنتخب الجزائر كان يتقاضى 210 آلاف أورو (كان يقصد 208 آلاف أورو)، إلا أنه وافق في النهاية على تقاضي 135 ألف أورو شهريا، أي بما يقترب من نصف راتب جمال بلماضي.

وتوصل بيتكوفيتش وصادي إلى اتفاق يتعلق بالأهداف، التي يتصدرها التأهل إلى المونديال، على أن يحصل المدرب على منحة في حال ضمان التأهل تبلغ 400 ألف أورو، بزيادة 100 ألف أورو على ما كان سيحصل عليه بلماضي في حال التأهل، بينما أبدى بيتكوفيتش رغبة في عدم رفع سقف الأهداف عاليا في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة لتفادي الضغط، مستدلا بوضعية المنتخب الجزائري الذي خرج في الدورتين الأخيرتين من الدور الأول للمنافسة القارية دون أي فوز.

 وفي الوقت الذي طلب فيه بيتكوفيتش الاكتفاء ببلوغ الدور الثاني في المنافسة القارية المقبلة والتركيز أكثر على المونديال، أصر صادي على ربع النهائي، مع التأكيد أن الهدف الرئيسي سيبقى بلوغ المونديال، مع تحديد المكافآت المالية أيضا للمدرب ابتداء من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا المقبلة، على أن يحصل بيتكوفيتش على منحة قدرها 200 ألف أورو في حال نيل كأس إفريقيا للأمم، بينما تم الاتفاق على سلم المنح التي يستفيد منها المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في المونديال كلما تقدم في الأدوار.

 ولتفادي أخطاء عقد جمال بلماضي الذي لا يحمي الفاف، فقد تم تدوين في عقد بيتكوفيتش على أنه ينتهي تلقائيا في حال عدم تحقيق الأهداف دون تعويض مالي، فيما يمكن للاتحادية الإبقاء عليه إلى غاية مونديال 2026 في حال عدم تحقيق الأهداف المنصوص عليها في العقد بخصوص كأس أمم إفريقيا.

 وبشأن تركيبة الطاقم الفني، فإن بيتكوفيتش اشترط جلب مساعد ومحضر بدني معه، ووافق، بالمقابل، على شرط رئيس الفاف بتعين مدرب مساعد آخر ومدرب حراس ضمن الطاقم الفني من الكفاءات الجزائرية، ويكون رئيس الاتحادية قد اختار المدرب نبيل نغير ومدرب الحراس مروان مسعي لتدعيم الطاقم الفني للمدرب بيتكوفيتش. ومن بين شروط الاتحادية ضرورة متابعة المدرب الوطني الجديد لمباريات البطولة المحلية والمساهمة بخبرته في إعادة هيكلة كرة القدم الوطنية، حتى أن بيتكوفيتش بدا سعيدا بالاستعانة بخبرته لفائدة الكرة الجزائرية.

 أما بشأن الإقامة، فقد حرص رئيس الفاف وليد صادي على تواجد المدرب ومساعديه ثلاثة أسابيع في الشهر بالجزائر وقضاء أسبوع خارجها، لتفادي ما حدث مع جمال بلماضي الذي فرض على مسؤولي الفاف السابقين عقدا يمنح له حق العمل عن بعد، في حين تم الاتفاق، من هذا الجانب، على أن مهام بيتكوفيتش خارج الجزائر في إطار عمله يعتبر وكأنه يعمل في الجزائر وليس في حال غياب، ويتعين أن يكون، في تلك الحالة، حائزا على تكليف بمهمة، حيث أن بيتكوفيتش، وهو يدقق في جزئيات العقد وصياغته القانونية، حرص بطلب من محاميه، توضيح ذلك صراحة في العقد، بنفس الطريقة التي طلب فيها توضيح التداعيات القانونية ضمن العقد المبرم في حال تأخر الفاف في صب راتبه وفق التاريخ المحدد كل شهر.

 وفيما سأل بيتكوفيتش عن وسائل العمل الواجب توفيرها، وقدم لرئيس الفاف، خلال المحادثات، فلسفته لإعادة بناء المنتخب الوطني الذي خسر ثلاثة أهداف تواليا، فإنه يعتزم، في البداية، منح الفرصة للجميع، حتى اللاعبين الذين أبعدهم بلماضي، وذلك اعتبارا من نافذة الفيفا المقررة ما بين 18 و26 مارس 2024، على أن يشرع بعد ذلك في عملية الاحتفاظ بالعناصر التي يرى بأنها الأنسب له والمنتخب في المرحلة الجديدة، فيما اشترطت عليه الفاف، في إطار المرحلة الجديدة، التحلي بطريقة تعامل مع الإعلام يسودها الاحترام وليس التوتر.

 وبعد الجولات المراطونية للمفاوضات، فإن حسم مستقبل العارضة الفنية مع بيتكوفيتش سيتم اليوم، وفي حال حدوث ذلك، سيتم الإعلان رسميا من طرف الفاف على توصلها إلى اتفاق نهائي مع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي يحمل ثلاث جنسيات هي البوسنية والكرواتية والسويسرية، على أن يكون بيتكوفيتش ومساعديه بالجزائر لترسيم التعاقد بداية من الأسبوع المقبل.

 تجدر الإشارة إلى أن رئيس الفاف، وليد صادي، تنقل أمس إلى فرنسا لأمور خاصة، على أن يتنقل اليوم إلى سويسرا لحسم المفاوضات مع بيتكوفيتش.

 ورغم تقدم المفاوضات مع فلاديمير بيتكوفيتش، إلا أن الفاف لم تربط مصيرها بقرار من مدرب واحد، كونها ظلت، بالموازاة مع ذلك، في مفاوضات مع مدرب منتخب نيجيريا، البرتغالي جوزي بيسيرو الذي حصل بدوره على عرض من الفاف وعلى نموذج عقد بنفس الشروط والامتيازات.