أسد على غزة ونعامة أمام استفحال الاستيطان

+ -

لم يسبق أن تعرت الغطرسة الأمريكية وانحياز واشنطن للكيان كما هو حاصل منذ السابع أكتوبر، لدرجة أن لسان حال أحرار العالم الذين تحدث عنهم مندوب الجزائر في مجلس الأمن يقول "غزة حررتنا..".

نعم غزة الأبية أزالت آخر ما تبقى من ماكياج من وجه الإدارة الأمريكية القبيح، هذه الأخيرة لم يعد بمقدورها استغباء العالم بعد اليوم بمحاولة ارتداء قناع الديمقراطية والإنسانية.

ففي وقت تمد الكيان بالأسلحة حتى دون موافقة الكونغرس، وتمنحه الغطاء السياسي والدبلوماسي باستغال "الفيتو" الأممي عدة مرات، تكتفي بعبارات الشجب والتنديد أم عزم الكيان إطلاق مشروع بناء 3000 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، فجون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، الذي بكى يوم غزو أوكرانيا لم يتحرك له جفن أمام أكثر من 30 ألف شهيد مدني فلسطيني، اكتفى بالقول "أن هذا لا يتماشى مع القانون الدولي".

نفس الشيء بالنسبة لأنتوني بلينكن، كاتب الدولة الأمريكية، الذي سارع للتوقيع على بياض لمنح أسلحة للكيان بعد رفض الكونغرس، اكتفى هو أيضا بالتنديد، رغم أن اتساع الاستيطان يقضي نهائيا على أكذوبة حل الدولتين، التي تسوقها الإدارة الأمريكية منذ أسابيع محاولة منها اظهار القليل من التوازن في هذا الملف، وما هي إلا مناورة لذر الرماد على العيون، فكيف يتم السكوت على استفحال الاستيطان والدعوة لإقامة دولة فلسطينية، أين ستقام بين السماء والأرض، مثلا؟.

واشنطن غارقة في أوحال متعددة، المستنقع الأوكراني وغزة وغضب داخلي بسبب اقتطاع ملايير الدولارات من أموال الأمريكيين ومنحها لكييف وتل أبيب هذا في عزة سنة انتخابات رئاسية تتعاظم فيها فرص عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ما لم توقع به الدولة العميقة بملفات قضائية، ومع هذا فقدت حرب مهمة وهي حرب الرأي العام ليس فقط داخليا بل على مستوى المعمورة، والنظام العالمي الجديد الذي عجلت غزة مخاضه لن تكون لأمريكا يدا عليا فيه.

 

 

 

كلمات دلالية: