طالب صحفيون ونشطاء ونواب، في عريضة توقيعات، هيئة تنظيم السمعي البصري في فرنسا (أركوم )، بعدم تجديد رخصة موافقة البث لقناتي "سي نيوز" و"سي 8 " التي ملكها رجل الأعمال فانسان بولوري. جاءت هذه الدعوة غداة شروع هيئة "أركوم" في الأسابيع المقبلة، باعتبارها سلطة إدارية مستقلة، اتخاذ قرارات مهمة لمستقبل المشهد الإعلامي في فرنسا بعدما طلب منها مجلس الدولة بمراقبة القناة المذكورة بسبب عدم احترامها التزاماتها في التعددية ومصداقية المعلومات.
ينتظر أن تقرر الهيئة الفرنسية لتنظيم السمعي البصري، ما إذا كان سيتم تجديد ترخيص البث لـ 15 قناة تلفزيونية تابعة لشركة "تي أن تي" أم لا، ومن بينها توجد قنوات "سي نيوز" و"سي 8" التابعة لمجموعة بولوري.
وقال الموقّعون على اللائحة، بأنه "لقد حان الوقت للتشكيك في هذه الموافقة، لأنه إذا سمح للقنوات بالبث مجاناً، فهو يلزمها أيضاً باحترام المواصفات التي تضمن احترام تعددية الرأي والأمانة الصحفية واستقلالية الإعلام". وبالنسبة لنفس المصدر "من الواضح أنه لا يتم احترام التعددية وجودة المعلومات في "سي نيوز " و"سي 8"، بدليل خضوع هذه القنوات لتدخّلات وعقوبات متكررة من شركة "أركوم" بعدما تم تسجيل ضدها ما لا يقل عن 34 مداخلة خلال عامين للإبلاغ عن حقائق التضليل والعنصرية والتحيّز الجنسي والتحريض على الكراهية وعدم احترام التعددية وانعدام "الصدق في المعلومات".
غير بعيد عن ذلك، كشف تحقيق أجراه موقع "أري سور إيماج" منذ 4 فيفري الجاري، بأنه "في 46 برنامجًا إخباريًا تلفزيونيًا على قناة "تي أف 1" و"فرانس 2" العمومية والتي تمثل 29 ساعة من البث، تم ذكر مصير سكان غزة لمدة 5 دقائق فقط خلال حوالي عشرة أيام. وفقط في قناة "فرانس 2"، في إشارة إلى تحيّز أكبر قناتين إخباريتين في فرنسا إلى جانب الرواية الإسرائيلية على حساب تجاهل الرواية الفلسطينية، وهو عدم توازن أضحى مفضوحا في وسائل الإعلام الفرنسية عمومية أو خاصة، في وقت ترفع هذه القنوات شعار الدفاع عن التعددية والحرية والديمقراطية، بينما تمارس الرقابة والتضييق على الرأي الآخر. وضمن هذا السياق، كانت ردود الفعل الحكومية الرسمية أو الإعلامية في أوروبا، تتحدث عن المعارض الروسي ألكسي نافالني، بأنه كان مدافعا عن حرية التعبير والديمقراطية في بلاده وقتل لهذا السبب، فكيف تدافع عن حرية التعبير في روسيا، بينما يمارس العكس في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني وما يتعرض له من فصول الإبادة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي. وما دام الغرب غيور على حرية التعبير إلى هذا الحد، فلماذا لم يحرّك ساكنا دفاعاً عن جوليان أسانج المحاصر منذ عدة سنوات، وهو الذي عرّض حياته للخطر من أجل حرية التعبير في العالم، بينما تقيم الدنيا على وفاة نافالني رغم الفرق الواضح بينهما.