واصل جيش الاحتلال الصهيوني، قصف مناطق متفرقة من غزة، في اليوم الرابع والثلاثين بعد المائة من العدوان الوحشي، مما أدى إلى اقتراب عدد الشهداء إلى 29 ألف شهيد والجرحى إلى أكثر من 68 ألف مصاب، في حين تبقى التهديدات الصهيونية باجتياح رفح قائمة، مما ينذر بارتكاب إبادة جماعية وجريمة أبشع من سابقاتها في القطاع، الذي يعيش سكانه أوضاعا مأساوية ومجاعة وشيكة في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه كيان الاحتلال.
وتتزايد المخاوف الدولية والأممية من حقيقة النوايا المبيّتة لدى كيان الاحتلال الصهيوني، الذي يتمسك بإصرار على اجتياح مدينة رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، كانوا قد أجبروا قسرا بالتوجّه نحوها من طرف قوات الاحتلال، على أساس أن تكون هذه المنطقة آمنة من القصف الهمجي الذي أتى على الأخضر واليابس في باقي مناطق غزة. وقد أدت قرابة خمسة أشهر من العدوان المتواصل على القطاع، إلى ارتقاء آلاف الضحايا المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، في أحدث حصيلة لها أمس، عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 28 ألفا و858 شهيدا فلسطينيا منذ بدء الهجوم الصهيوني، مضيفة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 83 شهيدا و125 إصابة خلال 24 ساعة، أول أمس. علما أن عدد من الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وفي ظل تزايد المخاوف بشأن الجريمة التي ينوي كيان الاحتلال ارتكابها في رفح، أشارت بعض التقارير الإعلامية، إلى احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية المتردّية أصلا في المنطقة ودفع الفلسطينيين إلى الفرار عبر الحدود إلى مصر، واحتمال طردهم من القطاع تماما، فيما أوردت التقارير أن مصر تستعد لاحتمال حدوث نزوح جماعي، حيث بدأت تجهيز منطقة صحراوية ببعض المرافق الأساسية التي يمكن استخدامها لإيواء الفلسطينيين، فيما يشبه المنطقة العازلة، غير أن مصر نفت قيامها بأي استعدادات كهذه.
الجوع في غزة ..إبادة جماعية من نوع آخر
وفي ظل التضييق الإسرائيلي على إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، خاصة إلى شمال القطاع في محافظتي غزة والشمال، تتوالى التحذيرات من تعرض السكان إلى مجاعة حقيقية، حيث يعاني آلاف الفلسطينيين من انعدام أدنى مقومات الحياة، أين يقضي الكثيرين أيام بلا طعام، فيما تم رصد سكان في شمال القطاع يفتقرون للغذاء، مما اضطرهم لأكل أعلاف الحيوانات.
وحذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، أمس، أن المجاعة تلوح في الأفق والآلاف يصطفون في دير البلح بوسط القطاع للحصول على وجبة، علما أن في ديسمبر الماضي، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن حكومة الاحتلال تستخدم تجويع المدنيين أسلوبا للحرب في قطاع غزة، ما يشكل جريمة حرب، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي يتعمد منع إيصال المياه والغذاء والوقود، بينما يعرقل عمدا المساعدات الإنسانية، ويبدو أنه يجرف المناطق الزراعية ويحرم السكان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم.
مصير رفح بين نوايا نتنياهو وأكاذيب بايدن
وفي توقيت حساس يعاني فيه مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، مأساة إنسانية غير مسبوقة، يخطط كيان الاحتلال الصهيوني لاجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وبينما تقول واشنطن إنها تسعى جاهدة لوقف إطلاق النار، تتأهب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإرسال مزيد من الأسلحة إلى تل أبيب لتعزيز ترسانتها العسكرية.
وكشف مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، أن إدارة بايدن تستعد لإرسال قنابل وغيرها من الأسلحة، موضحين أن الحزمة تشمل ما يقرب من ألف قنبلة وذخائر وصمامات قنابل، إلا أن مسؤولا مطلعا أفاد أن التسليم لا يزال قيد المراجعة داخليا من قبل الإدارة، وقد تتغير تفاصيله قبل أن تخطر إدارة بايدن قادة لجان الكونغرس الذين من المفروض أن يعطوا موافقتهم. ويجري ذلك فيما يكثّف المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، دعواته لثني إسرائيل عن شن هجوم واسع النطاق في رفح، حيث يوجد ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني محاصرين على الحدود مع مصر، وبعدما أكد بايدن، يوم الجمعة، أنه أجرى محادثات مكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة، وحث خلالها على وقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني المدمر.