38serv
أكدت الجزائر، اليوم السبت بأديس بابا، استعدادها للمساهمة "بكل أمانة وإخلاص" في الجهد الجماعي الرامي لحشد المزيد من الدعم الدولي للموقف الإفريقي المشترك، لإصلاح مجلس الأمن الدولي، داعية إلى ضرورة التأسيس لمشروع إصلاح "شامل ومتوازن ومتكامل" لهذا الجهاز الأممي، يتجاوز نطاق توسيع العضوية.
جاء ذلك في كلمة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، احمد عطاف، خلال اجتماع لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، والتي استهلها بنقل تحيات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى المشاركين، وبتوجيه --باسم رئيس الجمهورية-- خالص عبارات الثناء والإشادة إلى الرئيس السيراليوني، جوليوس مادا بيو، "على رئاسته المتميزة لأشغال اللجنة الموقرة، وعلى جهوده الدؤوبة والمخلصة في سبيل تعزيز وترقية الموقف الإفريقي الموحد بخصوص إصلاح مجلس الأمن للأمم المتحدة".
وبالمناسبة، توجه أحمد عطاف باسم رئيس الجمهورية بأحر التهاني لرئيس غينيا الاستوائية، أوبيانغ نغيما مباساغو، على نجاح أشغال القمة السادسة للدول الأعضاء في لجنة العشرة، التي انعقدت شهر نوفمبر المنصرم بغينيا الاستوائية.
وجددت الجزائر خلال الاجتماع المنظم على هامش الدورة العادية الـ37 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي والتي يشارك فيها عطاف ممثلا لرئيس الجمهورية، تأييدها لمخرجات قمة أويالا، وأكدت استعدادها للمساهمة "بكل أمانة وإخلاص في الجهد الجماعي الرامي لحشد المزيد من الدعم الدولي للموقف الإفريقي المشترك، وكذا العمل بالتنسيق التام مع أشقائها لتحقيق تقدم ملموس في إطار العملية التفاوضية تحت قبة منظمتنا الأممية".
وعلى هذا النحو، أكد الوزير عطاف أن الجزائر "تتطلع للقيام بمساعٍ مشتركة مع جمهورية سيراليون الشقيقة على مستوى مجلس الأمن لعقد اجتماع وزاري رفيع المستوى بين مجموعة العشرة والدول الخمس دائمة العضوية، وذلك على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة".
كما تتطلع الجزائر -يضيف الوزير- إلى استضافة الاجتماع الوزاري الثاني عشر للجنة العشرة، المزمع عقده شهر يونيو المقبل بالجزائر العاصمة، "كفرصة متجددة لتقييم المسار التفاوضي وتكييف استراتيجية عملنا وفقا للتطورات التي يمكن أن يتم تسجيلها في سياق تجدد الاهتمام الدولي بمسألة إصلاح مجلس الأمن".
ومن هذا المنظور، ومع تكثيف المساعي من أجل ترقية الموقف الإفريقي المشترك وحشد المزيد من الدعم له، تدعو الجزائر -يقول وزير الخارجية- أشقائها من أعضاء لجنة العشرة إلى تركيز الجهود الجماعية في قادم المراحل على ثلاث أولويات، أولاها "ضرورة التصدي لمختلف المحاولات الرامية لتقويض عملية الإصلاح أو إضعاف المواقف وتشتيتها، وعلى وجه الخصوص الموقف الإفريقي المشترك الذي يتفرد بمقاصده ومراميه، وبطابعه الأصلي والمتأصل في ضرورة تصحيح الظلم التاريخي بحق قارتنا الإفريقية".
وتتجسد الأولوية الثانية في "المطالبة بالتأسيس لمشروع إصلاح شامل ومتوازن ومتكامل يتجاوز نطاق توسيع العضوية ليشمل جميع المسائل الموضوعية المتعلقة بأساليب عمل المجلس وطرق تعامله مع مختلف المواضيع المطروحة على أجندته"، يقول عطاف.
أما الأولوية الثالثة والأخيرة، فتتمثل في "ضرورة التقيد بالولاية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والاسترشاد بالمفاوضات الحكومية التي تتم تحت قبتها كإطار جامع وتوافقي للتكفل بملف إصلاح مجلس الأمن، ورفض أي محاولة للانتقاص من قيمة هذا الإطار أو تهميشه على حساب مبادرات فردية ومتفردة لا يمكن أن تحقق التوافق بين الدول الأعضاء".
وختم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج كلمته بالتأكيد على أن هذه التحديات هي التي يتوجب التحضير لها "بصفة جماعية وفي صف واحد يتقيد بما أجمعنا عليه من خلال إعلان سرت وتوافق إزلويني".