38serv

+ -

قالت مصلحة السجون الروسية إن زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني البالغ 47 عامًا، قد توفي.

وقال بيان للسجن إن نافالني شعر بتوعك عندما كان يسير يوم الجمعة، وفقد الوعي ومن ثم توفي.

وكان نافالي من أشد المعارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظم ضده حملات ضد الفساد واحتجاجات ضخمة.

ونقل نافالي الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة 19 عامًا، بتهمة إنشاء وتمويل منظمة متطرفة، إلى سجن يبعد عن موسكو 1900 كم.

والسجن الذي يقع في بلدة خارب في منطقة ذات شتاء طويل وقاس، يملك أعلى مستوى أمني في السجون الروسية.

وفي أول تعليق على خبر وفاته، قال الكرملين إن "مصلحة السجون تجري كافة الفحوصات فيما يتعلق بوفاة نافالني"، مضيفا "لا توجد معلومات لدينا عن سبب وفاته.. وقد تم إبلاغ بوتين بالنبأ".

وتم سجن نافالني منذ جانفي 2021، عندما عاد إلى موسكو بعد تعافيه في ألمانيا من تسمم بغاز الأعصاب ألقى باللوم فيه على الكرملين.

من هو ألكسي نافالني؟

حائز على شهادة من جامعة ييل الأمريكية في الحقوق. عرف نافالني في بداية مشواره بأنه مُدون يسعى إلى كشف فساد المسؤولين السياسيين وثرواتهم في الداخل والخارج، وكمعارض صلب ضد الرئيس بوتين.

لاحقا، لمع نجمه بشكل ملفت في 2011 حيث قاد مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف وجابت شوارع موسكو احتجاجا على تزوير الانتخابات البرلمانية. نجح نافالني خلال هذه الاحتجاجات في إظهار قدراته الخطابية.

في الانتخابات البلدية لعام 2013، ترشح نافالني، لمنصب رئيس بلدية موسكو فحلّ ثانيا خلف مرشح السلطة سيرغي سوبيانين، ما اعتبر نتيجة قوية أعطته دفعة قوية في أوساط المعارضة.

لكنه سرعان ما واجه سلسلة من القضايا القانونية اعتبرها مقربون منه عقابا له على نشاطه المعارض. حيث تمت إدانته عام 2013 في قضية اختلاس وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ ما حرمه من الترشح لمنصب عام. هذا الحكم القضائي سيواجه به عام 2018 لمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية بوجه بوتين.

حُكم عليه مجددا في 2014 مع وقف التنفيذ، وسُجن شقيقه أوليغ لثلاث سنوات ونصف السنة في قرار وصفه النشطاء بأنه "احتجاز رهائن".

تعرض مرارا للسجن ، كان آخرها في صيف 2019 إثر الانتخابات البرلمانية فقد تم توقيفه 30 يوما. اتهم سلطات بلاده بمحاولة تسميمه أثناء سجنه، نتيجة ظهور عوارض عليه.

أجرى جولة في روسيا قبل انتخابات 2018 في حملة لحشد مؤيديه. حظي نافالني بقاعدة جماهيرية شابة جذبتها تسجيلات فيديو تكشف الفساد بين النخب ولديه أكثر من مليوني متابع على تويتر.

في 2019 لجأ نافالني إلى خطة انتخابية مختلفة حيث اقترح خلافا لدعوات المقاطعة التي أطلقها في انتخابات سابقة، مبدأ التصويت الذكي. ودعا الناخبين لوقف هذه الخطة إلى دعم مرشح المعارضة الوحيد الذي من المرجح أن يهزم الحزب الحاكم، بعد أن كانت السلطات قد منعت ليبراليين من الترشح. تسبب هذا التصويت بخسارة المرشحين المدعومين من الكرملين 13 مقعدا في مجلس مدينة موسكو من أصل 45 ليصل عددهم إلى 25.

في أوت 2020، أدخل إلى المستشفى في حالة حرجة إثر شكوك بتعرضه لتسميم. وقد مارست أطراف عدة ضغوطات على السلطات في روسيا ليسمح بنقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج. خضع لفحوص طبية في مختبر تابع للجيش الألماني، والتي أكدت وجود "دليل قاطع" على أنه كان ضحية تسميم بـ"غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك"، حسب الحكومة الألمانية.

طالبت برلين موسكو بتقديم توضيحات "عاجلة" وأكدت أن هذه الفحوص أعطت "دليلا قاطعا على وجود مادة كيميائية عصبية سامة من نوع نوفيتشوك" في جسمه. لكن السلطات الروسية نفت واستنكرت الاتهامات الموجهة لها بمحاولة تسميم نافالني.

في 25 جانفي 2022، أدرجته روسيا على قائمتها لـ"الإرهابيين والمتطرفين"، وفق لائحة دائرة الرقابة المالية الفيدرالية في الاتحاد الروسي. تضم القائمة آلاف الأفراد ومئات المنظمات السياسية والإسلامية والدينية والقومية المتطرفة المحظورة في روسيا، من بينها حركة طالبان وتنظيم "الدولة الإسلامية".

في أوت 2023، حكم على نافالني وهو أيضا مؤسس منظمة مكافحة الفساد (إف بي كي) الماضي بالسجن 19 عاما بتهمة "التطرف" ونقل إلى سجن "إي كي 3" في خارب بمنطقة يامالو-نينيتس النائبة في المنطقة القطبية الروسية، على بعد نحو 1900 كيلومترا شمال شرق موسكو. وكان نافالني قد اختفى بداية ديسمبر من السجن الواقع في منطقة فلاديمير.