تخفيضات خارج القانون تغري الزبائن وتثقل كاهل الضرائب

38serv

+ -

تعد فترة التخفيضات ظاهرة تجارية وهي من أهم المواسم التي ينتظرها المواطنون في مختلف أنحاء العالم، وفرصة لشراء السلع بأسعار مناسبة. كما يساهم موسم التخفيضات في تنشيط الحركة التجارية والتخلص من البضائع القديمة، إلا أن الممارسات غير الشرعية التي تشوب الظاهرة باتت تقلق المواطنين والجهات المسؤولة على حد سواء.

 

"الصولد".. من عملية تجارية إلى تحايل

 

تمثل فترة التخفيضات ذروة الإقبال، في مختلف المولات والمجمعات التجارية حيث يرتفع عدد الزوار إلى الضعف العدد مقارنة مع الأيام العادية، وهذا بمجرد الإعلان عن انطلاق العروض الترويجية أو بداية التخفيضات، خاصة أن الزبائن باتوا يتابعون الأخبار اليومية والمباشرة لهذه المجمعات عبر صفحات الفضاء الأزرق.

 

حركية مكثفة بقسنطينة

 

تعرف مؤخرا العديد من المحلات والمراكز التجارية بقسنطينة، حركية مكثفة منذ إطلاق موسم التخفيضات، وهذا بعد أن عمد الكثير من التجار للإعلان عن "الصولد" والتنزيلات في الأسعار تتراوح ما بين 20 و50 بالمائة، سواء بمحلات بيع الملابس والأحذية، ومستحضرات التجميل، أو الأواني والديكور الداخلي للمنازل.

إلا أن الكثير من التجار يلجئون إلى رفع الأسعار قبل موسم التخفيضات، ثم إعادة خفضها إلى نفس مستوى السعر الأصلي أو أعلى منه، مما يُوهم المواطنين بوجود تخفيضات حقيقية. كما قد يُقدم بعض التجار سلعًا تالفة أو غير مطابقة للمعايير، مع نشر إعلانات كاذبة تُضلل المواطنين وتُغرِيهم بشراء سلع بأسعار غير حقيقية.

 

إعلانات كاذبة

 

وذكر السيد "عبد الرحيم. ح"، وهو تاجر ملابس نسائية بـ "سكوار للتسوق" بالمدينة الجديدة علي منجلي، بأنه كان سابقا يقوم بتخفيضات نهاية الموسم، فيستهلك مخزون كل السلع. ولدى استقدامه سلعة جديدة لا يمكنه عرضها بأسعار مخفضة، خاصة وأنه قد يتعرض للخسارة إذا ما خفض هامش الربح كثيرا، لذلك فقد أعرض منذ سنوات عن عملية التخفيض وصار يحتفظ بسلعة كل موسم لحين عودته في السنة المقبلة.

وأشار المتحدث في هذا السياق للإعلانات الكاذبة، إذ قد يُعلن بعض التجار عن تخفيضات على سلع معينة، بينما لا تشمل هذه التخفيضات إلاّ بعض المقاسات أو الألوان، وهذا بغرض جذب الزبون، مضيفا أن بعض التجار قد لا يظهرون السعر الأصلي للسلعة، مما يجعل من الصعب على المواطنين معرفة ما إذا كانت هناك تخفيضات حقيقية أم لا.

واستاء المتحدث من عديد الممارسات غير اللائقة في العملية التجارية التي يمارسها بعض التجار، التي انعكست سلبا على جل التجار الآخرين ليصنفوا في خانة واحدة، معددا جملة من الأمثلة عن ذلك؛ كأن يرفض بعض التجار استرجاع أو استبدال السلع المُخفّضة، حتى لو كانت تالفة أو غير مطابقة للمعايير، أو أن يقدم بعضهم سلعا مقلدة بأسعار مُخفّضة، مستغلين عدم خبرة بعض المواطنين في تمييز السلع الأصلية من المقلدة.

ونصح السيد عبد الرحيم المواطنين بضرورة التأكد من الأسعار الأصلية للسلع قبل موسم التخفيضات، ومقارنتها بالأسعار المُقدمة خلال فترة التخفيضات، والتأكد من جودة السلع قبل شرائها، والتأكد من خلوها من أي عيوب، مع التأكد من صحة الإعلانات قبل شراء أي سلعة، وعدم الانجرار وراء الإعلانات الكاذبة.

والأهم من هذا، كما قال، الحصول على فاتورة شراء عند شراء أي سلعة، حتى يتمكنوا من استرجاعها أو استبدالها في حال وجود أي مشكلة.

 

تخفيضات عشوائية

 

وتحدث السيد حسام، وهو بائع في أحد محلات الملابس المتنوعة لجميع الفئات، أنه وخلال سنوات عمله بهذا المحل، يلتزم صاحبه في كل مرة بطلب رخصة قانونية لأجل فترة "الصولد" وفي جميع المناسبات، وهي طريقة تجارية منظمة ومثالية، كما قال.

مضيفا أن فترة التخفيضات تعد أنسب فترة للعرائس لشراء ما يلزمهن في جهازهن، وللسيدات اللاتي تعمدن لاستباق الأعياد والمواسم بشراء الألبسة الجديدة لأبنائهن، تجنبا للهيب الأسعار الذي يعتري فترات الأعياد والدخول الاجتماعي، الذي غالبا ما يضع الأولياء في مأزق.

وعرج الأخير للحديث عن فوضى التخفيضات العشوائية التي أصبحت تبرمج خارج مواسمها الرسمية، كنوع من أنواع التحايل على المواطن وعلى القوانين المنظمة للتجارة، بالموازاة مع المنافسة المعلنة بين العلامات التجارية العالمية التي يتطلع لها الزبون بأقل الأثمان، وتلك العلامات المقلدة التي قد ترضي جزءا من تطلعاته.

حيث قدر أن هذا النوع من التخفيضات قد يخدم الزبون، لكنه يعود بالسلب على باقي التجار الذين يلتزمون بكل معايير العملية التجارية.

 

حيل لجذب الزبائن

 

من جهة أخرى، قد يشمل "الصولد" الأثاث المنزلي وقطع الديكور الداخلي، التي زاد الطلب عليها كثيرا، وقد يعمد الكثير من التجار للإعلان عن تفريغ المحل كحيلة لجذب الزبائن من جهة، والتهرب من فخ دفع ملف التخفيضات لدى مصالح مديرية التجارة، خاصة أن العملية التي صارت دارجة ترفع من عدد الزبائن في كل مرة.

وفي هذا، قال السيد رفيق، وهو تاجر أواني بأحد أكبر محلات بيع الأواني والديكور بعلي منجلي، إن الدخول في فترة التخفيضات يتطلب التزاما صارما بشروط وقوانين هذه العملية التجارية، مؤكدا أن الترويج المدروس للسلع ولعملية البيع قد يغني التاجر عن استغلال هذه العملية التجارية "التخفيضات"، مشيرا أنه يمكن برمجة عمليات تجارية مناسباتية بالإعلان عن منح هدايا مرفقة مع المشتريات، أو عروض مغرية دون الدخول في إطار التخفيض؛ فالتخفيضات تسمح للتاجر ببيع بضاعته وتجنب كسادها قبل انتهاء موسمها، حتى وإن تطلب ذلك تخفيض هامش الربح، مردفا أن التجار الذين يلجئون للتخفيضات غالبا ما يكون لديهم بعض الصعوبات في ترويج سلعهم، كما أنهم قد يحتاجون لتلك المبالغ من أجل شراء سلع أخرى.

أما بالنسبة للتجار الذين يزاولون العملية التجارية بسلاسة وأريحية بضبطهم لمعايير التسويق الناجح، فإنهم غير مضطرين للدخول في هذا المعترك.

 

كلمات دلالية: