الاتحاد الأوروبي.. "أسد" ضد روسيا و"نعامة" أمام الكيان

+ -

قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "الجميع يذهب إلى تل أبيب للتوسل ونتنياهو لا يستمع لأحد.."، فهل حقا استخدم الاتحاد الأوروبي كل وسائله "الردعية" ضد رئيس حكومة الكيان الصهيوني دون نتيجة. فلماذا يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات سياسية واقتصادية ومالية ضد روسيا على غزوها أوكرانيا، بينما يتظاهر بـ "العجز" أمام حكومة نتنياهو المتهمة بارتكاب جرائم إبادة من قبل محكمة العدل الدولية ؟

اتخذ الاتحاد الأوروبي، في ظرف قياسي زمني، خمس حزم من العقوبات ضد روسيا، بما في ذلك الإجراءات التقييدية المستهدفة (العقوبات الفردية التي مست 80 كيانا و1091 فردا) والعقوبات الاقتصادية والتدابير الدبلوماسية. كما تبنى الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد بيلاروسيا ردًا على مشاركتها في غزو أوكرانيا. وشملت العقوبات الأوروبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمعية 351 عضوًا من مجلس الدوما الروسي. كما علق بث قناة سبوتنيك وروسيا اليوم، في أوروبا بحجة نشرها ما تسميه بـ "الدعاية" والقيام بحملات تضليل. كل هذه التدابير لم يتردد الاتحاد الأوروبي في اتخاذها ضد روسيا بسبب ما يسميه اعتدائها على أوكرانيا.

في المقابل لم يتخذ الاتحاد الأوروبي فحسب أي عقوبات ضد إسرائيل، حتى بعدما سجلت محكمة العدل الدولية بوادر إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بل لم يغيّر حتى من سياسة الدعم "اللامشروط" الذي أعلنته الحكومات الأوروبية لنتنياهو في حربه الوحشية ضد غزة والتي تجاوز عدد الشهداء والمصابين فيها الـ 100 ألف مواطن.

لكن في الوقت الذي يحاول القادة الأوروبيون اختلاق الحجج للحيلولة دون الضغط على الكيان المحتل، وبالتالي التواطئ معه في جرائمه، أصدرت محكمة في هولندا قرارا بإيقاف جميع عمليات تصدير قطع الغيار لطائرات إف-35 إلى إسرائيل في غضون أسبوع من الآن، بعد أن نظرت في طلب تقدّمت به منظمات حقوقية. واعتمدت المحكمة وجهة نظر المنظمات الحقوقية التي رأت أن تزويد إسرائيل بهذه القطع يساهم في انتهاكات للقانون الدولي في حربها على غزة. وأوضحت المحكمة في قرارها، أن الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ليس مبررا جيدا لمواصلة تصدير قطع الغيار، وفي ذلك رسالة إلى الاتحاد الأوروبي الذي لم يتوقف عن إرسال شحنات السلاح والذخيرة لمواصلة حكومة نتنياهو تنفيذ الإبادة الجماعية في غزة، ولم يقرر أي عقوبات لا اقتصادية ولا سياسية على الأقل لفرض احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولا يزال يتعامل مع حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بعد 130 يوما من حربه ضد غزة، وكأن الأمور عادية. فهل توجد ازدواجية معايير أكثر من هذه يمارسها الاتحاد الأوروبي؟ عندما يقول مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بأن نتنياهو لا يستمع لأحد، فذلك دليل على أن الاتحاد الأوروبي الذي يتظاهر بـ "القوة" أمام روسيا، سرعان ما يتحول إلى كيان عاجز أمام إسرائيل، وهو خطاب مزدوج لا يمكن فهمه سوى أن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يرفعها الاتحاد الأوروبي، ليست سوى شعارات من كرتون لابتزاز دول الجنوب الشامل ليس إلا وسقط قناع خطاب أصحابها في غزة كلية.

 

كلمات دلالية: