توفي محمد بنسعيد أيت إيدر، نهاية الأسبوع الماضي، المناضل المغربي ورفيق الثوار الجزائريين من أمثال العربي بن مهيدي ومحمد بوضياف، وهو الذي كان شاهدا على انقلاب المخزن المغربي بقيادة ولي العهد الحسن الثاني على المقاومين بتفكيك جيش التحرير المغربي وفصائل المقاومة وسجن ثلاثين من قادتها وتعرضهم للتعذيب قبل اضطراره اللجوء إلى الجزائر في ديسمبر 1962 هربا من السجن.
الراحل من مواليد 1925 بمنطقة ببلدة تينمنصور في أشتوكة أيت باها بمنطقة السوس، التي غادرها سنة 1946 نحو مراكش والتقى بمناضلين من أمثال المختار السوسي وعلال الفاسي ومحمد بلحسين الوزاني بعد عودتهم من المنفى.
باشر نضاله في حركة الشبيبة والطلبة سنة 1951 قبل نفيه ووضعه في الإقامة الجبرية في اشتوكة من 1952 لغاية 1954 بسبب تشكيل وفد طلابي لتسليم بيان يفضح السياسية الاستعمارية لبعثة أممية زارت المغرب بدعوة من الاستعمار الفرنسي.
التحق بعد أحداث 1952 بالمنظمة السرية في أكادير وهو فصيل من المقاومة المغربية قريب من حزب الاستقلال وسنة 1954 سيقوم مع رفاقه بخلق مركزا جديدا للمنظمة السرية وساهم في تحضير لقاء مدريد للمقاومة وجيش التحرير. شارك في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959.
تعرض رفاقه بداية 1960 للاعتقال تحضيرا لحل جيش التحرير وإدماج فصائله في الجيش الملكي وإقالة حكومة عبد الله ابراهيم في إطار واقعة 14 نوفمبر 1960 " المؤامرة ضد ولي العهد الحسن الثاني" قبل هروبه للجزائر واستقالته التي فاجأت الملك محمد الخامس.
اتهم المناضل ولي العهد بالوقوف وراء هذه القرارات وتقويض التحالف والتفاهم بين الحركة الوطنية والملك محمد الخامس وسجن ثلاثين من قادة المقاومة من بينهم عبد الرحمان اليوسفي ومحمد البصري. انخرط الراحل في المقاومة المسلحة للاستعمار الفرنسي ورفض مقارباته امنح المغاربة نظام تمثيل لهم على المقاس الاستعماري في إطار ما كان يعرف بازدواج الجنسية والاستقلال في إطار الارتباط.
كلفته مواقفه المتابعة القضائية وأحكام بالسجن عدة مرات محددا ومؤبدا وحتى الإعدام غيابيا. عاد إلى ارض الوطن من منفاه بفرنسا بعد عفو ملكي بداية الثمانينات وقام بتأسيس كان محمد بنسعيد يؤمن بنظام ملكي برلماني ومنظومة حكامية ببناء تشاركي جامع لكل مواطناته ومواطنيه دون تمييز وناضل من أجل فضاء مغاربي موحد يحمل خصوصية أصيلة قوامها التراكب والانصهار الأبعاد الأمازيغية والإفريقية والعربية والمتوسطية بدليل العمل الميداني بين جيوش تحرير كل من المغرب وتونس والجزائر المكرسة في مؤتمر طنجة 1958.
ساهم رفقة العربي بن مهيدي قائد الولاية الخامسة التاريخية ومحمد بوضياف في تأسيس جيش التحرير ووضع تحت تصرف جيش التحرير الجزائري القواعد الخلفية في منطقة الريف المغربي. أسس رفقة المناضل الراحل المهدي بن بركة المغتال من طرف المخزن حزب الاستقلال.