38serv
تستذكر "الخبر" بحزن شديد الزميلة والصديقة الصحافية سلمى حراز، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 13 فيفري 2024، بعد أن تألقت بسلاسة أسلوبها المشوق في كتابة الروبورتاجات والمقالات الملهمة بقسم "أحوال الناس"، سواء من خلال نقل انشغالات الفئات الهشة، أو إدخال الفرحة في قلوب جزائريين بسطاء يبحثون عن تكفل طبي.
تدخل قاعة التحرير على استحياء، تحيّي زملاءها في قاعة التحرير بابتسامة عريضة، ثم تجلس على كرسي مكتبها لتبدأ يومها بالبحث عن الخبر والمعلومة الصحيحة.. هكذا عرفنا سلمى أختا وزميلة بيننا... بسيطة، طيبة القلب، هادئة ومتسامحة دائما.
عُرفت سلمى بتفانيها في العمل والجدية والمثابرة، فكانت لها طريقة فريدة في ترويض القلم بجريدة "الخبر" التي احتضنتها كصحافية محترفة لأكثر من 15 سنة، قضت أغلبها في قسم المجتمع، وتميزت بتوقيعها لمقالات صحفية تعكس عشقها لمهنة المتاعب ولاحترافيتها المعهودة التي توجت بافتكاك عدة جوائز، أبرزها "نجمة إعلام الصحافة المكتوبة" في طبعتها الرابعة عام 2010، وحصدت الجائزة نفسها خلال العام 2015.
أذكر عندما كلفت معها من قبل رئاسة التحرير بإنجاز ملف حول تحضيرات التلاميذ لشهادة البكالوريا، حينها طلبت مني أن نحرص على أن يكون عملنا موسعا ومتقنا يشمل كل أطراف الموضوع، مع مختصين في البيداغوجيا والتغذية وعلم النفس، والأهم من ذلك الاحتكاك بعينة من تلاميذ البكالوريا بثانوية الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة، حيث قمنا بروبورتاج مطول في يوم أنهكتنا فيه الحرارة المرتفعة.. كانت تطرح على التلاميذ أدق الأسئلة من أجل نقل أجواء التحضيرات لهذا الامتحان المصيري للقارئ، بل وتحاول رفع معنوياتهم وإعطاءهم جرعة أمل من خلال نقل تجربتها مع هذا الامتحان الذي مهد لولوجها عالم الصحافة عن حب.
وفعلا أبدع قلم سلمى في هذا الروبورتاح بشهادة رئاسة التحرير، وعلى رأسها المدير العام آنذاك كمال جوزي الذي لم يبخل علينا بالشكر، فضلا عن الصدى الجيد الذي تركه وسط الأسرة التربوية.
وعلى هذا المنوال، تواصلت كتابات سلمى الممتعة الناقلة لهموم المواطنين في الجزائر العميقة، لكن القدر شاء أن يطفئ شمعتها ويوقف قلمها السيال بتاريخ 13 فيفري 2021، وبدلا أن تكون سلمى في قاعة التحرير أضحت هي الخبر نفسه عندما رحلت بعد 5 أيام من وضع مولودتها الأولى "نور"، ولا نملك لها إلا أن نسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته.