38serv

+ -

توشّحت كل الشوارع والمباني والمقرات الحكومية والمحلات الخاصة، هذه الأيام، بالراية الإيرانية إلى جانب صور آية الله الخميني، قائد الثورة الإيرانية ورئيس الجمهورية ابراهيم رئيسي، للاحتفال بالذكرى 48 لانتصار الثورة أو كما يسميها الإيرانيون "عيد الأحرار والمستضعفين"، كما خيمت أجواء المقاومة الباسلة وصورها البطولية القادمة من قطاع غزة على الحدث الوطني.

انطلقت الاحتفالات بالذكرى الثامنة والأربعون لانتصار الثورة الإسلامية في إيران كما في خارجها، هذا العام، بأيام قبل الموعد الرسمي الموافق للحادي عشر من فيفري.

وقود هذا الاحتفال ما كان إلا صورا للمقاومة الباسلة التي يصنعها أبطال غزة تحت العنوان الأكبر "طوفان الأقصى".

النخبة هنا في طهران لا حديث لها في الجلسات العامة والخاصة أيضا، إلا على المقاومة التي يبنيها الأهل في فلسطين عموما وفي غزة على وجه الخصوص، وهي المقاومة التي أرهبت، كما يقولون، أمريكا و"ربيبتها" في منطقة الشرق الأوسط، الكيان الصهيوني.

كما نجحت المقاومة، على لسان الناطق باسم "كتائب القسام، أبو عبيدة، أن تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وتجلب اهتمام الرأي العام العالمي، بدليل مئات المسيرات الشعبية وملايين الأقدام التي تدكّ كل أسبوع، أسفلت شوارع كبريات المدن العربية والإسلامية والغربية.

 والأكثر من كل ذلك، هي المواقف الرسمية التي تدين حرب الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني الجبان. ولعل أهمها قرار محكمة لاهاي عندما فضح أحرار جنوب إفريقيا، أحفاد الزعيم مانديلا، ادعاء وأكاذيب أحفاد غولدا مائير.

ونحن في أجواء المقاومة الباسلة وصورها البطولية القادمة من قطاع غزة أو ما تبقى منه، يتحدّث الناس هنا في طهران، بمناسبة العيد الوطني والثورة، عن مبادئ الأخيرة، مؤكدين أنها لم تحصر أهدافها في إصلاح الداخل الإيراني وفقط، فكان الهدف الأول، حسبهم، هو التحرر من "الاستبداد الخارجي" والهدف الثاني كان ولا زال هو محاربة الإستعمار الأجنبي، والهدف الثالث هو محاربة الصهيونية.

في طهران أين تتواجد "الخبر" رفقة وفد إعلامي جزائري، كل الشوارع وكبريات المحاور والساحات العمومية والميادين، تحمل أسماء الشهداء في كل الثورات التي خاضها الشعب الايراني. ولعل الصورة التي تعود في كل الزوايا، آخرهم صورة الرمز الإيراني الشهيد الشيخ سليماني.

الثورة الجزائرية المباركة والمجيدة، حاضرة هي أيضا في كل مجالس المسؤولين الإيرانيين، فتراهم يؤكدون أن ثورة الجزائر استلهم ويستلهم منها الإيرانيون نضالاتهم، مثلما جاء في تصريحات كل من الناطق باسم الخارجية الإيرانية والمدير المكلف بالإعلام بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ومدير عام وكالة الأنباء الإيرانية ومدير عام جريدة "إطلاعات" الوزير صالحي.

نافلة القول ما قاله وزير الثقافة والإرشاد الإسلامية، محمد مهدي إسماعيلي: "إن الذين كانوا يسعون وراء تحقيق شعار "من النيل إلى الفرات"، هم اليوم عالقون في الوحل في غزة.. هذه هي طبيعة المقاومة".