38serv
في مصنع أشبه بخلية نحل لا تكاد تتوقف فيه الحركة، تصنّع أحد أهم السيارات التي تسوّقها العلامة الألمانية أوبل في الجزائر عبر شريكها الحصري "حليل"، الأمر يتعلّق بسيارة "أسترا" في جيلها الأخير وتصميمها المبدع الذي يعكس بقوة معالم الشخصية الجديدة للعلامة الألمانية.
في مدينة "روسلسهايم" الألمانية الهادئة، غير بعيد عن "فرانكفورت"، يقع المصنع التاريخي للعلامة الألمانية "أوبل"، فعلى الرغم من تطوره لا يزال يعبق برائحة الماضي، كونه شاهد على الخطوات الأولى للعلامة في مجال صناعة السيارات على يد أسرة أوبل، قبل أنّ تتحوّل هذه العلامة إلى أحد أهم الفاعلين في المجال بألمانيا كلها ثم على مستوى أوروبا والعالم.
مصنع "روسلسهايم" كان أبرز المحطات التي وقفت عليها "الخبر" خلال زيارتها إلى ألمانيا، لاسيما وأنّ هذا المصنع هو المسؤول على صناعة سيارة "أسترا" المسوّقة في الجزائر منذ بضعة أشهر، بالإضافة إلى إنتاج وتصنيع سيارة "دي أس 4" للعلامة "دي أس"، إذ أنّ كلتا العلامتين ينتميان إلى المجمع ذاته "ستيلانتيس".
خطوط إنتاجية "آلية" بالكامل
تصنّع "أسترا" في مصنع "روسلسهايم" وفقا لمعايير العالمية، باستخدام أحدث التقنيات المستعملة في عالم الصناعة الميكانيكية، والمصانع العملاقة عبر العالم، فضلا عن الاهتمام بالتفاصيل إلى غاية أدقها، فيما يمنح طمأنينة للزبون الجزائري، إذ أنّ نفس السيارات المنتجة به توجّه نحو الجزائر، كما توجّه أيضا إلى مختلف الأسواق عبر بقاع العالم المتعددة.
تستعمل العلامة الألمانية، حسب الشرح الذي قدّمه مدير المصنع بيتر روتز، على مستوى 11 خط للتصنيع تمثل مسار الإنتاج بتنسيق دقيق بين العمل البشري والطرق الآلية، إذ تستعين العلامة بـ 700 إنسان آلي (روبو) للتنفيذ العديد من المهام المعقدة في التركيب وتلحيم أجزاء الهياكل، بطريقة دقيقة جدا تكاد تكون خالية من وقوع أي خلل، فكل سيارة تحتوي على حوالي 3500 نقطة لحام تنفذ آليا.
وبهذا الخصوص، قال مدير المصنع، إنّ الاستعانة بالطرق الآلية في العديد من مراحل التركيب بنسبة 100 في المائة تضمن الدقة في التصنيع، تحقيقا لمبدأ جوهري يؤطر استراتيجية "أوبل" وهي المحافظة على الجودة والنوعية على رأس قائمة الأولويات، كما تهدف أيضا إلى المحافظة على وتيرة مستقرة في الإنتاج، وبالتالي تفادي انقطاع السلسلة في أي مرحلة من مراحلها.
إنتاج 45 سيارة في الساعة
كشف تيتر روتز، أنّ القدرة الإنتاجية للمصنع تتراوح ما بين 45 إلى 50 سيارة في الساعة، وهو ما يعادل 600 سيارة يوميا، من بينها 350 سيارة "أسترا" والبقية سيارات "دي أس 4"، ويتضمن خط الإنتاج في مصنع "روسلسهايم" أيضا مختلف صيغ السيارة من حيث ميزات الهياكل واختلافات النسخ أو أنواع المحركات، ما بين محرك يستعمل وقود البنزين، الديزل أو المحركات الكهربائية.
كما لا تلغي العلامة الألمانية في مجال التصنيع دور العامل البشري، إذ تبقى بعض المهام في خط الإنتاج من مسؤوليات العمال، على أنّ هؤلاء يحافظون على نفس الدقة في إنجازها، تأكيدا على الصرامة الألمانية المعروفة.
ورغم نظام المراقبة المستمر طول خط الإنتاج، إلاّ أنّ سيارات "أوبل" لا تخرج إلى المستهلك إلاّ بعد اختيار في كل مرة 3 سيارات بطريقة عشوائية لإخضاعها لفحوص عميقة في مختبر المصنع، قصد الوقوف عن كثب على أدق التفاصيل، سواء على مستوى الهياكل وتوازن السيارة، بالإضافة إلى أداء المحرك الذي يمتحن في المخبر وخارجيا أيضا، وعند اكتشاف فريق الخبراء أي خلل، وهي حالات قليلة جدا كما أكد مدير المصنع، تحوّل المعلومة الخاصة بها إلى خط الإنتاج لتعديلها فورا.
معايير عالمية للسيارات المسوّقة في الجزائر
كانت "الخبر" بمثابة شاهد عيان على خضوع أحد سيارات "أسترا" الموجهّة إلى السوق الجزائرية لاختبارات الجودة على مستوى مخبر المصنع، الأمر الذي اعتبره مدير قسم السيارات لمجمع حليل، نسيم بن قرقورة، في تصريحه دليلا عن أنّ السيارات المسوقة محليا تخضع لنفس معايير الجودة والسلامة للسيارات الموجّهة لأسواق أوروبا والعالم.
ووجه المتحدث رسالة إلى الزبون الجزائري، فحواها طمأنته بكون وجود السيارات المسوّقة محليا في نفس خط إنتاج السيارات الأخرى، يبرهن على عدم وجود أي اختلاف من ناحية الجودة والنوعية، كونها تستجيب لنفس المقاييس بصرف النظر عن السوق المستقبلية لها، فكل السيارات تخرج من سلسلة إنتاج واحدة، قبل أن توزع على مختلف الأسواق، فبعضها تنقل مباشرة عبر خط سكة الحديد المار عبر المصنع وغيرها عن طريق الشاحنات نحو الموانئ لتصل إلى الأسواق على غرار الجزائر مشحونة في البواخر.
وشدد المتحدث على أنّ وجود السيارات المصدّرة نحو الجزائر في نفس خطوط الإنتاج، يؤكد كذلك على اهتمام العلامة الألمانية "أوبل" بالسوق الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس المدير العام فلوريان هوتيل. مشيرا إلى أنّ هذا الأخير يتابع عن قرب ما يحدث في السوق الجزائرية، ويسلّط اهتماما كبيرا لتقديم أفضل السيارات التي تحمل شعار العلامة شأنها في ذلك شأن مختلف الأسواق الأخرى دون أدنى تمييز.
أوبل "كورسا" منتظرة في الجزائر
قال نسيم بن قرقورة، إنه حظي باستقبال من طرف وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، في شهر نوفمبر الماضي، الذي وجه تعليمات، مفادها أن تقدّم "أوبل الجزائر" في تشكيلتها سيارات تكون في متناول الطبقة المتوسطة للزبائن الجزائريين، وعلى هذا الأساس قدمت أوبل الجزائر مباشرة طلب لمصالح وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني للانطلاق في استيرادها وتسويقها في الجزائر.